فن وإعلام

الشاعرة أمال هدازي : الكتابة فعل لمقاومة الفظاعات

عبدالله الساورة

بعد خمس دواوين  شعرية تحضر  الشاعرة المغربية أمال هدازي  بقوة في المشهد الشعري المغربي والعربي بداء " نكاية بالعتمة "، (2018) " حرف ونصف المعنى "، " همسا بالخطيئة "، " هذيل الغمام "، " فصول من عشق " (2013)،  تم " ظلال الأنوار" (2012)  باللغة الفرنسية. مثلت  الشاعرة المغرب في مهرجان  مدلين العالمي  للشعر  بكولمبيا(يوليوز 2019)  إلى جانب 68 شاعرا من كل بقاع العالم.
في حديثها لموقع "كفى " تعتبر الشاعرة  أن "  كل إصدار شعري جديد هو ولادة جديدة، خلق، فعل مقاومة للرتابة و سفر في عوالم جديدة، تحايل على الموت، سيرورة جديدة وفعل حياة وتحول كما عند الشرنقة التي تتحول الى فراش ".
 وتضيف " أعتبر الشعر هو ذلك الفضاء الذي تنتفي فيه الحدود، والجميل في الشعر الحديث، هو كسره لكل القوالب وبالتالي فالموسيقى تنبعث من الايقاع الداخلي للشاعر ولروحه ونمط عيشه. إذ تأتي، كنتاج لا يؤمن بالنوع فتجد القصيدة مزيج من الصور التي تجد حركيتها وفعلها في ذهن المتلقي والذي يخلق توليفات جديدة تتناسب مع حالته النفسية ومخزونه المعرفي ".
وتعبر الكتابة الشعرية ضرورة  لحفظ الانسان حقه الشرعي في الحياة  قائلة " على قول الشاعر والت ويتمان..  وعلى مرور قرنين من موته لا يجب أن نتوقف، عن الإيمان بأن الكلمات والشعر يمكنهم تغيير العالم. اذ يظل الشعر يحتفظ بقوته لكونه يستطيع، تحرير الانسان من أعطابه و فتح أفق جديدة عن طريق الابداع الذي، اعتبره خلاصا للإنسان اذ يمكنه من اعادة انتاج الواقع وتجاوز المحسوس، عن طريق اللامحسوس. يعتبر الشعر مكمن الأسرار عن طريق الحفر في الدواخل الانسانية والسفر في الذات لكونها معبر الوصول، الى الآخر ".
  تضيف " إنه بمثابة اخضاع الحياة عن طريق كسر ماهو اعتيادي و مبتذل، إذ يسلط، الضوء على الخفي من الاشياء، وبالتالي يمكن اعتباره ذلك الضوء الذي، ينير العتمة، ان تجاوز للمرئي.
في ظل ما يرتكب من فظاعات إثنية، تطرف وحروب وأزمات يظل الفكر ضرورة طبيعية تحفظ للإنسان حقه الشرعي في الحياة، في التعبير عن ذاته و إعطاء صبغة للوجود ".
 وعن التنويع  في الكتابة  الشعرية  توضح لموقع " كفى"  " لقد فتحت الشعرية الجديدة لغة خلاقة، تعبر عن الانسان المعاصر بوتيرته السريعة وقبضت على الزمن المنفلث في شذرات تقبس الواقع كعدسة مصور يقتنص اللحظة،، هكذا الشاعر يسرق الزمن كبروميتيوس، ويعطيه جسدا، غير قابل للفناء " .
 وعن حضور الجسد في الكتابة الشعرية تقول " يعتبر جسد الشاعر ذلك الفضاء الذي تنبعث منه الحياة، فهو ليس فقط ذلك الجسد المادي بقدر ما هو أيضا نص، ورؤيا للعالم.  فجسد الشاعر جسد، منتج والقصيدة هي امتداد لهذا الجسد على البياض، إذ يمكن اعتبار القصيدة فعل حفظ للذاكرة بل هي ذلك الفضاء أيضا الذي يحمل تجربة حسية عن طريق تمثلاث للعالم و الوجود ".
وعن مفهومها للكتابة تعتبر" بفعل الكتابة يحول الشاعر جسده الى فضاء للفرادة والحقيقة ومن تجربة الألم كخاصة إنسانيه الى فعل جمالي يسمو بالذات الانسانية عن طريق الخلق والإبداع. فضلا عن كونه شاعرا فهو فضاء استراتيجي للقاء والتجربة، حين يخلق نوعا من البعث في الزمن وفضاءا روحانيا  تلتحم فيه الذات والأخر بلغة تؤمن بالحب، الحرية والإنسانيه في بعدها الكوني ".
في  ختام  حديثها لموقع " كفى بريس "  تعتبر أن " الشعر هو رهان المستقبل، من النفق الى الأفق هو موعد الانسان للتصالح مع ذاته وترميم من التشظي هو فعل بناء للوجود، إنه الصدق المطلق مع الذات
وانتساب للانسانيه هو فعل مقاومة للخراب وسفر نحو الاكتمال في زمن الأعطاب".