قضايا

أسباب تفشي العنف في المجتمع المغربي

بوشعيب كرومي*

العنف ظاهرة إنسانية منذ القدم وله ارتباط بوضعية العيش مع الآخر، وهذا العيش يفرز الهشاشة في التركيبة الشخصية الفردية أو الاجتماعية لأسباب نفسية أو اجتماعية أو اقتصادية.
في المجتمع المغربي، الذي هو مجتمع جماعي، لا مكان فيه للخصوصية وتنعدم فيه المسؤولية الفردية منذ الطفولة حتى الكبر.
يدفع البعض إلى عدم تقبل خيبات الأمل والإحباطات، ويدفع إلى تحويلها إلى عيب في المجتمع وليس له شخصيا.
الملاحظ أيضا أن العلاقات العائلية والاجتماعية فيها خصاص كبير في الحوار والنقاش وقبول آراء الآخرين.
تظهر هذه المشاكل في العلاقة بين الآباء والأطفال وبين الزوجين وبين الحاكم والمحكوم؛ وأيضا في جميع مظاهر الحياة من الحي والمدرسة و العمل.
هذا الخصاص في العيش بحرية وبأمان وبمسؤولية في الوسط العائلي أو الاجتماعي يكون سببا لإظهار الإحساس بالإحباط وبالنقص في دور المجتمع المفروض فيه أن يحميه.. في نفس الوقت يجعل الفرد يبتعد عن محاسبة نفسه.
إن السلوك العنيف الذي نلاحظه في المجتمع، ففي علوم الأعصاب، أجريت دراسات على مرتكبي أفعال إجرامية عنيفة، انبنت على فرضيات منها: هل هناك نقص في الدماغ او في وظيفة أخرى.
وأظهرت الدراسات اختلالات في وظائف الإحساس بمشاعر الآخر أي بمشاعر والألم والحزن. فهم يستمرون في ممارسة عنفهم، رغم أن الشخص الضحية يبدي الكثير من مظاهر الحزن والألم.. فهذا لا يغير شيئا  في سلوكهم الشاذ.
هذه الدراسات تمت بالمغرب على أشخاص كانوا محكومين على أعمال عنف سادي وإجرام عدواني.
محاولة لتفادي هذه الوضعية هناك إجراءات تربوية في الأسرة والمجتمع وإعطاء أي شخص الإحساس بالمسؤولية منذ الطفولة.. والتربية على الحوار وتقبل الاختلاف عوض تربية مبنية على أسس سلطوية وأن هناك آراء غير قابلة للنقاش..
* طبيب نفساني للأطفال والمراهقين وفي علوم الأعصاب