على باب الله

بقرة بنكيران...

المصطفى كنيت

لا يحتاج حزب العدالة إلى معاول لهدم ما تبقى من جدار النفاق السياسي أو التقية الدينية التي تبيع الوهم  للمواطنين، و صكوك الغفران، لمن يعتقدون أنهم قاب قوسين أو أدنى من دخول الجنة، التي يعيدونهم بها.

و في القرآن الكريم "و ما يعدهم الشيطان إلا غرورا" صدق الله العظيم.

فبنكيران، حامل لواء الوعود الكاذبة، الذي بنى الحزب على شعوبية مقيتة لم يعد يشرفه حمل "المصباح"، بعدما ألف المشي في الظلام، وأمسك بقبضته على تقاعد استثنائي مريح، بعد أن ادعى أن ليس لديه بما يعيش.

لذلك أصبحت خرجاته لا تكون إلا ليلا.

و كما يقول هيغل: " في الليل جميع الأبقار تبدو سوداء"، لذلك بدأ يصعب تبيّن لون بقرة بنكيران، بعدما تشابه البقر عليه، و حتى على الذين اختاروا السير لجانبه.

بعض حوارييه، الذين يأكلون من نفس المائدة، أصابهم العمى الأسود، فلم يعودوا  يرون  حتى أبناءهم، الذين اختاروا  أن يُدرسهم بالفرنسية، في مؤسسة تعليمية تابعة لبعث أجنبية، لكنهم في نفس الوقت يُزايدون علينا، بإدعاء أن البقرة سوداء.

لقد نسي اليزمي كل هذا، وألقى باستقالته، تماما كما فعل السحرة أمام فرعون، فخُيّل إليه أنه يضرب لنا مثلا، في تشبث باللغة العربية، لكنه نسيّ فعله.

أفعال بنكيران، تقلد ما فعل السامري، الذي يريد أن يخرج لنا  "  عِجْلًا جَسَدًا لَّهُ خُوَارٌ" ، و سيلقى مصيره، بلا شك، بعد أن تحطمت كل الأصنام التي صنع لنفسه، وخر لها مريدوه ساجدين، قبل أن يدركوا أنه: "لا يملك لهم ضرا ولا نفعا".

و مع أننا نحاول أن نلتمس لعبدالإله بنكيران الأعذار، عملا بنصيحة الخليفة عمر رضي الله عنه الذي قال: " التمس لأخيك سبعين عذرا وعذرا"... فإننا لا نجد مبررا لخرجات بنكيران الليلية، خاصة و أنه هو نفسه درس باللغة الفرنسية وعلّم أبناءه في البعثات الأجنبية، و رغم أن اللغة العربية لا تحتاج إلى دفاعه، ولا دفاع غيره، بعد أن ضمنت لنفسها الاستمرار عشرات القرون، قبل أن يأتي من يسعى إلى الاتجار بها انتقاما فقط من "إخوانه"، أو كما قال جبران خليل جبران: " اللص وإنْ كان في غياهب السجون، فإنه ليس في مأمن من أقرانه اللصوص"ّ.