فن وإعلام

جولات مسرحية جديدة... وزارة بنعتيق تعلن برنامجها وتستعرض الإنجازات

كفى بريس

بهدف إدماج المغاربة المقيمين بالخارج، وإبقاء الروابط متصلة ببلدهم الام، والحفاظ على هويتهم الثقافية المغربية، سنت الوزارة المنتدبة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، سننا حميدة من بينها انشطة ثقافية وفكرية و فنية، حملت ثقافة "البلاد"، إلى مغاربة العام حيث يقيمون في بلدان المهجر.
وقد كان للجولات المسريحة على سبيل المثال لا الحصر، الأثر الكبير في تحقيق هذه الاهداف التي وضعتها وزارة بنعتيق نصب عينيها.
بخصو برنامجها الذي تم إنجازه بشكل ناجح، أصدرت وزارة بنعتيق ورقة تأطيرية، توصلت "كفى بريس" بنسخة منها، توقفت عند كل المحطات التي مر منها برنامج الوزارة الثقافي و الفني و التأطيري.
وحسب نص الورقة التاطيرية، فإن فئة المغاربة المقيمين بالخارج، شهدت "منذ الموجات الأولى للهجرة، مجموعة من التغيرات والتطورات المرتبطة أساسا باختلاف الأجيال وبتغير البيئة المجتمعية لبلدان الإقامة. هذه التحولات أفضت إلى بروز انشغالات واحتياجات وانتظارات جديدة، خاصة لدى الأجيال الصاعدة."
 لأجل ذلك وبغية الاستجابة لهذه الانتظارات، وتنفيذا للمقتضيات الدستورية والتوجيهات الملكية السامية والبرنامج الحكومي، بادرت الوزارة إلى إرساء إستراتيجية وطنية موجهة لفائدتهم، تروم تعزيز روابطهم ببلدهم المغرب، تنبني على ثلاثة أهداف أساسية.
وحددت الورقة هذه الاهداف في اولا المحافظة على الهوية المغربية لمغاربة العالم، وثانيا حماية حقوقهم ومصالحهم، وثالثا تعزيز مساهمتهم في تنمية بلدهم الأصل.
وبحسب الورقة، فإن الهدف الاول الذي يتجلى في المحافظة على هوية مغاربة العالم، وبالنظر للمكانته المحورية فقد عملت الوزارة على بلورة عرض ثقافي متنوع، يواكب احتياجات مغاربة العالم ويأخذ بعين الاعتبار مختلف خصوصياتهم وتطلعاتهم. هذا العرض يتم تنفيذه، بمشاركة العديد من الجهات الفاعلة، من خلال تنظيم عدة أنشطة سواء داخل المغرب أو خارجه.
وسردت الورقة التاطيرية مختلف تجليات هذا العمل، الذي برز من خلال عمل الوزارة داخل أرض الوطن،على تنظيم مقامات ثقافية لفائدة مختلف الفئات العمرية من المغاربة المقيمين بالخارج لإطلاعهم على ثقافتهم المغربية وحضارة بلدهم الأصل والإصلاحات السياسية التي عرفها.كما يتم تنظيم الجامعات الثقافية التي تستهدف الفئات الشابة المتراوحة أعمارها ما بين 18و25 سنة والتي تنظم بتعاون مع الجامعات المغربية. ويستفيد المشاركون في هذا البرنامج من العديد من الأنشطة والندوات التي تغني معرفتهم بوطنهم وبثقافتهم. وفي هذا الصدد، نظمت الوزارة، خلال شهر دجنبر 2018، الدورة الثانية للجامعة الشتوية بشراكة مع جامعة الأخوين بإفران تمحورت حول موضوع "العيش المشترك"، كما نظمت الدورة الثانية  للجامعة الربيعية، تحت شعار "المغرب المتعدد - أرض العيش المشترك"، وذلك  من 11 إلى 14 أبريل 2019 بمدينة بني ملال. هذا بالإضافة إلى الدورة الحادية عشرة للجامعة الصيفية التي نظمت من 14 إلى 23 يوليوز 2019، بشراكة مع جامعة عبد المالك السعدي بتطوان.
وزادت الورقة أن الوزارة دعمت مبادرات النسيج الجمعوي المغربي بالخارج، حيث تم إحداث المراكز الثقافية المغربية "دار المغرب" بالخارج، في عدد من العواصم العالمية، والتي تشكل، من جهة، فضاء لتأطير أبناء الجالية وتعريفهم بالثقافة المغربية والإسهام في الحفاظ على هويتهم الوطنية، ومن جهة أخرى، تساهم في إشعاع الثقافة المغربية بهذه البلدان. وإلى جانب هذه البرامج،تسهر الوزارة أيضا، منذ سنة 2009، على تنظيم جولات مسرحية بمختلف بلدان الاستقبال، وذلك لما للمسرح من دور في الحفاظ على الهوية الثقافية ومد جسور التواصل وتيسير اطلاع المغاربة على غنى وتنوع ثقافتهم.
وقد عرف هذا البرنامج، منذ انطلاقه، تطورا ملحوظا سواء على مستوى الكم أو الكيف. فخلال الموسم المنصرم 2017-2018، تم تقديم ما يفوق 260 عرضا مسرحيا لفائدة المغاربة المقيمين بكل أوروبا وإفريقيا ودول الشرق الأوسط، بمعية ما يقارب 40 فرقة مسرحية.
وبخصوص حصاد سنة 2018، أفردت الورقة حيزا مهما لذكر ما تم إنجازه، حيث تم  توقيع اتفاقية شراكة مع المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية أفضت إلى تنظيم جولات مسرحية ناطقة بمختلف اللهجات الأمازيغية لفائدة مغاربة العالم. هذه المبادرة، التي تندرج في إطار تفعيل المقتضيات الدستورية التي تجعل من الأمازيغية لغة رسمية للمملكة ورافدا من روافد الثقافة المغربية، عززت برنامج الجولات المسرحية وساهمت في إغنائه، و ملاءمته مع متطلبات و انتظارات الجالية المغربية التي تتميز بتعددها وتنوعها الثقافي واللغوي.
وفي هذا الإطار، حرصت الوزارة على إثراء العرض المسرحي الموجه لمغاربة العالم من خلال تقديم أكثر من 50 عرضا مسرحيا ناطقا باللغة الأمازيغية،لفائدة المغاربة المقيمين بكل من إفريقيا وأوروبا، بشراكة مع 12 فرقة مسرحية تنتمي لمختلف جهات المملكة. وقد ساهمت هذه العروض المتنوعة، التي تحتفي بجل التعابير المسرحية، بمختلف اللهجات الأمازيغية، في التعريف بغنى وتنوع الموروث الثقافي المغربي في شقه الأمازيغي.
وتاكيدا على سعيها المتواصل في هذا الإطار، وعلى غرار المواسم السابقة، عملت الوزارة، في مارس 2019، على إطلاق طلب مشاريع موجه للجمعيات والفرق المسرحية المغربية الراغبة في تنظيم جولات مسرحية لفائدة مغاربة العالم ببلدان الاستقبال، وذلك برسم الموسم 2019-2020. فمن أصل 140 فرقة مسرحية التي بادرت إلى إيداع طلباتها، تم انتقاءعدة فرقة مسرحية من طرف لجنة مختلطة تضم ممثلي القطاعات المعنية، وذلك وفقا لمقتضيات الدورية رقم 7/2003، بتاريخ 27 يونيو 2003، في شأن الشراكة بين الدولة والجمعيات.
وذكرت ورقة الوزارة التأطيرية، أن انتقاء هذه الأعمال المسرحية من طرف هذه اللجنة تم بناء على مجموعة من المعايير. فبالإضافة إلى الأهمية الإبداعية للعمل المسرحي ومدى ملاءمته مع خصوصيات مغاربة العالم وقدرته على استقطاب الجمهور، تمت مراعاة التمثيلية الجهوية والتعددية اللغوية. حيث اختيرت فرق تمثل مختلف جهات المملكة والحاملة لأعمال مسرحية ناطقة بمختلف اللغات واللهجات المغربية :العربية والأمازيغية فضلا عن الحسانية.
وتجسد العروض المسرحية المنتقاة، برسم الموسم الحالي، مختلف الأنواع المسرحية. حيث تتباين هذه الأنواع بين ما هو مسرح تراجيدي ودراما جادة و بين ما هو مسرح كوميدي ودراما سوداء، مستوحاة من الواقع المعاش. هذا بالإضافة إلى تبني مختلف الأشكال المسرحية. فإن كانت بعض الفرق قد اختارت المسرح الجماعي وفق لغة تتسم بالتجريد وترتكز على الموسيقى والشعر، فقد اعتمدت فرق أخرى المسرح الفردي المبني على المونولوج للتعبير عن تجربة الذات.
وتتميز أيضا الأعمال المسرحية المنتقاة، سواء على مستوى الشكل أو المضمون، بالواقعية وباستحضار الموروث الثقافي المغربي بمختلف أنواعه، مبرزة بذلك مدى إبداع الفنان المغربي ومهاراته.وعلى الرغم من تنوع أجناسها التعبيرية،سواء كانت باللغة العربية أو بالأمازيغية، فيجمعها هدف مشترك يتوخى توطيد الهوية الوطنية بمختلف مكوناتها والسعي إلى الرقي بالثقافة المغربية في أوساط مغاربة العالم والمحافظة عليها وتلقينها للأجيال الحاضرة والمستقبلية.
وكشفت الورقة عن أن المغاربة المقيمين بكل من أوروبا وإفريقيا وأمريكا الشمالية، سيحظون خلال الموسم 2019-2020، بعرض ثقافي مميز ومتنوع يهم تقديم ما يفوق 300عرض مسرحي.
وختمت الوزارة ورقتها، بموعد الإعلان الرسمي عن انطلاق هذا البرنامج، وذلك خلال لقاء سيترأسه الوزير المنتدب المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، الخميس 25 يوليوز 2019، بالمركز الدولي للندوات محمد السادس بالصخيرات، بحضور ثلة من الفنانين المغاربة الموهوبين الذين طبعوا المشهد المسرحي الوطني.