فن وإعلام

تازة تناقش... الموسيقى وفنون العرض

كفى بريس

ينظم” منتدى زرياب للموسيقى والفنون بتازة ” الدورة الأولى من ” المهرجان الوطني للموسيقى وفنون العرض “، تحت شعار: ” الموسيقى وفنون العرض في خدمة التنمية الثقافية” بدعم من ” جهة فاس مكناس ” و ” الجماعة الحضرية لتازة ” وبتعاون مع ” مؤسسة باحثون للدراسات والأبحاث والنشر والاستراتيجيات الثقافية ” و ” المديرية الإقليمية لوزارة الثقافة بتازة “.
تنتظم على ضمن برنامج المهرجان الوطني للموسيقى وفنون العرض الذي ستحتضنه مدينة تازة في 29 و30 من يوليوز الحالي. ندوة فكرية تحت عنوان ” الموسيقى وفنون العرض: التقاطعات الممكنة ؟ “، بإشراف علمي من ” مؤسسة باحثون للدراسات والأبحاث والنشر والاستراتيجيات الثقافية”، يساهم فيها نخبة من الباحثين والنقاد من بينهم سالم كويندي، أحمد بلخيري، أمل بنويس، عياد أبلال، .بوجمعة العوفي ومصطفى لويزي، وذلك الاثنين 29 يوليوز 2019 بقاعة الاجتماعات ببلدية تازة، ابتداء من الساعة العاشرة صباحا. حيث تشكل مفتتح المهرجان المنظم من طرف منتدى زرياب للموسيقى والفنون بتازة.
وتتجلى أهمية الندوة الفكرية، في وضعها الأصبع على عمق الإشكال الذي تعاني منه الموسيقى المغربية حاليا، وإرتباطها بفنون العرض.
ومما جاء في أرضية الندوة التي توصلت "كفى بريس" بنسخة منها:
الموسيقَى وفنُون العَرض: التقاطعاتُ الممكنَة ؟
تُعتبَر  فنون العرض، المسماة أيضا بـ " الفنون الحية " أو " الفنون الحركية "، فنونا للفرجة بامتياز، وتتوجه بشكل أساس إلى جمهور عريض، سواء داخل صالة العرض أو في الشارع العام، وهي تجمع في رحما وصيغ أدائها بين عدة تعبيرات فنية مرئية وحركية بالأساس مثل: المسرح، والأوبرا، والرقص، وفن الحكي، وفنون السيرك، والمسرح الارتجالي، وعروض مسرح الشارع (  théâtre du boulevard )، وعروض الدُّمى المتحركة ( marionnettes  )، وفنون التمثيل الصامت (mime  ( والتمثيل الإيمائي ( pantomime )، وعروض الألعاب السحرية وغيرها .. إذ تُعتبر هذه الأشكال التعبيرية من فنون العرض والفرجة من أعرق الفنون وأقدمها، بحيث تقدم هذه الفنون مفردة أو مجتمعة، والتي تعتمد بالدرجة الأولى في أدائها التعبيري والجمالي على الحركة والتعبير الجسدي، الكثير من الرسائل العاطفيّة المحملة بالعديد من الدلالات والمعاني السامية، ذات المرجعيات والخلفيات الثقافية والدينية والحضارية المختلفة.
ومنذ العصور القديمة، كان الإنسان ينظم عروضا للفرجة وطقوسا للتواصل والاحتفال، بحيث كان المسرح في اليونان القديمة بمثابة طقس أو وسيلة أساسية للتواصل مع الآلهة ومختلف قوى الطبيعة، وكذلك كانت أدوار ووظائف الموسيقى والرقص والغناء، وكان العامة من الناس يقصدون الساحات العامة ليستمتعوا بمشاهدة مختلف الممثلين وصانعي الفرجة من " أكلة النار   cracheurs de feu " و " البهلوانيين clowns " ومروضي الحيوانات والموسيقيين .. فيما كانت النخبة الميسورة من الناس والطبقات الاجتماعية الراقية تتوجه إلى المسارح الفاخرة ودُور الأوبرا للاستمتاع بعروض الباليه الراقصة، ذات الديكورات الضخمة والملابس الأنيقة والفاخرة، والمصحوبة بالموسيقى والغناء.
من هنا، يمكن القول بأن الموسيقى كانت وستظل من أهم الوسائل والمكونات الأكثر انتشارا وحضورا في جل فنون العرض والفرجة والأداء، باعتبارها جزءا لا يتجزأ من الكثير من أشكال التعبير  الخاصة بفنون العرض والتراث الرمزي واللامادي لكل المجتمعات، بما في ذلك كل أنواع الطقوس الاحتفالية التّشَفُّعية، التي ظل يقيمها الإنسان ضمن تقاليد احتفالاته الشعبية، سواء داخل " المقدس " أو " المدنس " .