قضايا

لقجع يخرج شعرته من عجين الخيبة... لقاء الصخيرات كان تزكية وليس مكاشفة

عبد العزيز المنيعي

كما كان منتظرا، اخرج لقجع شعرته من عجين خيبة "كان" مصر 2019، وما قبلها وربما ما سيليها أيضا، تمكن أو هكذا بدى للجميع، من إعطاء نفسه مهلة زمنية "معقولة" لخلط الاوراق من جديد والمرور إلى سرعة أخرى مغايرة لن يستأنس بها الرأي العام، إلى أن يحين موعد خيبة اخرى في "كان" آخر أو مونديال ثاني أو منافسة جديدة.
كما كان متوقعا تحول لقاء الصخيرات إلى لحظة تنصيب جديدة لفوزي لقجع على رأس جامعة كرة القدم دون جمع عام ودون إنتخابات ودون برنامج، فقط الكلام والمزيد من الكلام الذي يحلو معه شرب الشاي والاتكاء على وسادة "إنجازات" في علم الغيب، ومراكمة الخطوات في اتجاه التنصيب لفترة اطول مما قد يظن الرأي العام.
قبل الخوض في ما "أنجزه" فوزي لقجع خلال لقاء "القمة" بالصخيرات الذي جمع الاندية والعصب و المدربين و كل من له علاقة من قريب أو بعيد بكرة القدم الوطنية.
نسأل انفسنا كيف هي لذة كرسي رئاسة الجامعة، هل طعمه يشبه طعم "قطيبات ديال الغنمي"، أم "بسطيلة ديال الحوت"، أم ربما هو شبيه بكؤوس معتقة من أيام الحلم المنشود، وربما طعمه شبيه بطعم الحياة وكفى.
ما نراه من تشبث عجيب و سريالي بالكرسي، لا يمكن تفسيره لجيراننا في اوروبا مثلا، التي يسابق فيها رؤساء الاندية والاتحادات إلى تقديم الاستقالة و الحساب، كلما خانتهم شعبيتهم وكلما زلت قدمهم في مستنقع الهزيمة أو سقطت في إمتحان ما. إنهم من معدن اخر، والرأي العام لديهم أيضا لا يشبه رأينا العام، مطلقا لأنه يتشبث بالمحاسبة ولا ينسى أبدا، نحن مصابون بالزهايمر ننسى بعد فترة ونمني النفس بالمقبل من "إنتصارات".
لو كان سي لقجع صادقا في ما قاله، لغادر منصبه وقدم الحساب وانتظر تبرئته والخروج من الخيبة نقيا مثل الثوب الأبيض، لكنه فضل البقاء في منصبه، والوقوف أمام الحاضرين الذين نصفهم يمني نفسه بحظوة من السيد رئيس الجامعة، قد يعطيه عصبة و ربما قد يمكنه من كرسي بالجامعة، وآخر يريد العودة إلى مجد تليد وهكذا..
تقديم الحساب مع البقاء في الكرسي لا يستقيم، فكيف بتقديم "الإنجازات" وأنت تمسك عصى الامر والنهي في الملعب وخارجه وفوقه وتحته، الاكيد أنك ستقابل بالكثير من "التصفاق" والكثير من عبارات التنويه والتمجيد والوعود بالعمل سويا من أجل إخراج كرة القدم المغربية من مأزقها..
كما كان متوقعا، نجا لقجع من السياط، مؤقتا، لكنه سيواصل على الدرب نفسه، صحيح أنه "سينظف" الجامعة من الفساد لكن يقصد الفساد الذي كان يهاجمه، وصحيح انه "سينظف" الجامعة من المتطفلين وهم الذين كانوا يقولون الحقيقة في وجهه، فقد حان الوقت لرحيلهم.
الكل يعلم أن اول ضحية للتغييرات هي فئة المعارضة، لقجع بدأ "صحوته" قبل "الكان" بوقت قصير، وبعده أيضا، لكنه ضحى بمقربين وليس بمعارضين حتى لا يقال أن رئيس الجامعة يستهدف من وقف ضده. لكن "النوبة جاية" وهذه المرة ستصيب اخرين وسيبقى السيد رئيس الجامعة جاثما على صدر كرة القدم المغربية إلى أن يحين كما قلنا موعد خيبة أخرى، وساعتها سيدبر اجتماع قمة اخر موسعا اكثر، وسيعارض نفسه ويلقي باللوم على جزء منه، ويقول انا امامكم حاسبوني وعاتبوني و لوموني... ونحن نقول له من الان لن نعاتب و لن نلوم سنقول لك دع الكرسي لمن هو اهل له، وقدم الحساب دون مراوغة ودون مناورة، كفى استخفافا بهذا الشعب..