تحليل

دنكيشوت يعود... بنكيران يثير "عجاجة" جديدة ويهاجم من تحت الحزام

عبد العزيز المنيعي

بعد نوبة البكاء "تأثرا" بهتافات المناصرين له خلال لقاء تواصلي لشبيبة حزب العدالة و التنمية، الأربعاء بالقنيطرة، اطلق عبد الإله بنكيران العنان للسانه مرة اخرى بهجوم من تحت الحزام على مكونات المشهد الحزبي الوطني، بدءا بالعثماني ووصولا إلى الطالبي العلمي ومرورا بلشكر والبقية الباقية في فمه لا تنتهي.

بنكيران الذي لم يستفيد من دروس السابقين، من وزراء وساسة قضوا عمرا في ذلك، وإختلوا إلى أنفسهم يقيمون تجربتهم ويكتبون مذكراتهم بماء من ذهب التاريخ. فضل هو أن يكتب فضائحه بالطباشير، في سبورة مليئة بالاوساخ.

الرجل الذي كان ذات يوم رئيسا للحكومة المغربية، والذي كان ذات يوم أيضا امينا عاما لحزب، بدأ يستعرض عضلات لسانه أمام حشود من شبيبة البيجيدي بالقنيطرة، وسمي اللقاء بالتواصلي، والاحرى أن يسمى حماما ب "السطولة والقباب" و"الكيس" و "ما كاين غير هريد الناب".

ورغم ما يمكن أن نستنبط من خرجة بنكيران القنيطرية هاته، من نكات وعجائب وغرائب نضحك لها في جلسات الانس، إلا ان فيها ما يدعو إلى البكاء بمرارة على رجل كان المفروض فيه أن يصون سرية منصبه السابق، وأن لا يفصح عن محتويات الحوارات  والمفاوضات التي دارت بينه وبين زعماء الاحزاب التي شكلت معه الحكومة أو التي خرجت من لعبته.

كان حري بهذا الرجل "المسؤول" السابق، أن يبقي على هيبة المؤسسات مثل مؤسسة رئاسة الحكومة بعيدا عن المزايدات الكلامية و المهاترات و"السبان و المعيور".

فالرجل لن يكون بطلا وهو يعري ويكشف عورته قبل عورة الآخرين لن يستفيد شيئا وهو يهدد خلفه في الامانة العامة للبيجيدي العثماني، ويفاضل بينه وبين الازمي الذي رضخ له واستقال بينما العثماني يحاول أن يمسك العصا من الوسط وأن يكون مسؤولا على قدر المسؤولية وعلى قدر إجتهاده..

مهما إنتقدنا العثماني فلن يصل الرجل إلى ما وصل إليه بنكيران الأعجوبة، ولن يفترش الحضيض لتصريحاته ولن يفتي في كل شاذة وفادة.

إذا كان بنكيران قد إختار الازمي وقال انه قريب من قلبه، فالبيجيدي إختار العثماني مند مؤتمر الحزب، وإنتهى الكلام، اما العودة على ظهر حمار أو بغل، ويحسب نفسه منتصرا فتلك كارثة دونكيشوت بكل تأكيد.

من العثماني مر إلى الطالبي العلمي، هذا الرجل نال الكثير من سفاهة بنكيران، الذي قال بالحرف الواحد "سمح لي أ السي العلمي حيت قلت عليك وضيع، أنت ماشي وضيع. أنت حقير".

طبعا لم ينتق بنكيران في خطابه الموجه للعلمي كلماته، بل اطلقها على وعواهنها مؤكدا أنها "حقائق"، من خلال كشفه عن الاحاديث التي كانت تدور بينه وبين زعماء الاحزاب إبان تشكيل حكومته.

والمثير فعلا أن يكشف بنكيران عن خفايا احاديثه على اعتبار أنه رئيس الحكومة، مع زعماء الاحزاب التي شكلتها معه، وهو خرق حقيقي لسرية المفاوضات، لأن حتى إجتماعات المكاتب السياسية لا يجوز لأعضائها الكشف عن تفاصيلها، فما بالك بمفاوضات حول تشكيل حكومة.

بنكيران "العائد" من عزلة المائة العام، لا زال يتذكر سنوات خلت تغيرت فيها الكثير من الملامح حتى الهواتف لم تعد نفسها، جيل جديد من الذكاء يفقه كل التفاصيل. لكنه رغم ذلك غره لقاء القنيطرة وحشود المطبلين والمهللين واذرف دمعا من خلائقه البهتان، وواصل هجومه على الطالبي العلمي، بالقول "الى غلبوك الرجال ف الزنقة رجع للحايرة ف الدار"..

وختم بنكيران "عجاجته" بالدخول في متاهة "المكاشفات الفاضحة" التي تفضحه قبل غيره.