قضايا

خطاب المكاشفة... وضوح الرؤية و الأهداف سمة خطاب العرش

عبد العزيز المنيعي

إذا كانت من سمة تميز عقدين من حكم الملك محمد السادس، فإنها سمة الوضوح و المكاشفة بعيدا عن التأويلات وما يجاورها من تخمينات.
وتلك هي سمة كل خطب الملك محمد السادس في كل المناسبات، قول ما يجب قوله دون مواربة ودون زيادة أو نقصان، وفي هذا الإطار كان خطاب الإثنين، مستكملا لباقي الخطب السالفة التي أسست لفكر مغاير، يسعى الملك إلى ترسيخه لدى كل مكونات الشعب المغربي دون إستثناء.
فالأمر ليس فيه مراهنة على الترقب و الإنتظارية، لأن الوقت الذي يمر يحسب على الإنجازات وليس على المشاريع، وهو ما اكده الملك من خلال حديثه عن المرحلة المقبلة، وما تتطلبه من كفاءات ترقى إلى مستوى رفع الرهانات و التحديات.
 فنحن كمغرب حديث اليوم، امام تحد هام، وهو تجاوز العثرات التي تقف في طريق تبوء المغرب لمكانه بين الامم المتقدمة. نحن امام لحظة حاسمة للفصل بين التردد والإقدام وإبعاد كل ما من شانه أن يشكل حجر عثرة امام هذا المسار المزهر.
ولم يكن تخصيص الملك محمد السادس لمعظم خطابه، لما ينتظر المغرب والمغاربة من رهانات مستقبلية، ودمجها في الحديث مع ما يعيشه جزء من الشعب المغربي من فقر، وتعبير الملك عن تألمه من هذا الوضع، ليس مجرد تذكير وتعاطف، بل رافقته جملة من الإجراءات و التدابير فصلها الملك في خطاب العرش، ومكن المغاربة من أن يقفوا عند حجم التحديات المنتظرة، كما انه زرع فيهم الطمأنينة على أن الأفق المغربي، وهي القناعات التي إفتتح بها الملك خطابه بقوله "منذ أن حملني الله امانة قيادتك"، وسبقتها جملة "المغرب ملك لجميع المغاربة"، وهي التي ترجمها الملك في خطابه بالتفصيل الدقيق، ورفضه لكل ما يمكن أن يعيق السير في هذا الطريق الناجح الذي اختاره المغرب..
 فرغم الصعاب هناك أفق منير يعي المغاربة أنه قادم لا محالة، ودليلهم في ذلك ما مر من سنوات الاشتغال ومراكمة التجربة والإنجازات والبقية تأتي تحت قيادة ملك يعرف جيدا أن شعبه ووطنه يتوق للأفضل.