على باب الله

لارام أ لارام... أجنحة بنعدو المتكسرة

المصطفى كنيت

لم  تعد عيون راكبي طائرات الخطوط الجوية الملكية المغربية قادرة على الحلم، من كثرة الكوابيس، التي تُحلق على أجنحة "لارام".

فقد فقأت أصابع الرئيس المدير العام للشركة ومن معه، ممن يزينون له أعماله، أعين المسافرين، بمخالب أثمان التذاكر الملتهبة، و أنياب التأخيرات المتواصلة، و التي اضطر سفير بريطانيا بالمغرب الذي اكتوى بنارها، إلى انتقادها في تدوينتين من دون أن يرف جفن المدير العام، الذي يكذب علينا بحملة دعائية، تحت شعار: " لأحلامكم أجنحة".

أما ضياع الأمتعة أو على الأقل انتظار يوم أو يومين وربما ثلاثة لوصولها فحدث ولا حرج.

و الواقع أن "لارام" تقبر أحلام المسافرين، و تقص أجنحتهم، وعوض أن تحلق بهم، لقضاء مآربهم، ترغمهم على الانتظار في المطارات، لساعات طوال، مع ما يترتب عن ذلك من ضياع مصالح، من غير  أن يكلف أطرها ومستخدموها عناء تبرير التأخير.

و يكفي أن "لارام"، لم تُصنف في دراسة صدرت بحر هذا الأسبوع ضمن 80 شركة الأحسن في العالم.

و نظن أن السيد عبدالحميد بنعدو، لن يحلق بعيدا، بهذه الشركة، بعد أن أثبت فشله في أكثر من مناسبة، و لعله لم يتعظ مما وجهه له البرلمانيون من انتقادات خطيرة في يونيو الماضي، حين مثل أمام لجنة المراقبة المالية، وربما غرته الأماني، ومن ظل يمسح له "الكابا"، فصم أذنيه على سماع الحقيقة المرة، أو ربما نفض منها أذنيه بمجرد مغادرة البرلمان.

و يوميا يحتج مغاربة الداخل والخارج، على شركة يبدو أن همها الوحيد هو تحقيق التوازنات المالية، عوض الحرص على صورة بلد بكامله.

لا شك أن "لارام" بحاجة إلى نفس جديد، لن يصلح له من أوصل الشركة إلى هذه الحالة.

و كما يقول المثل: "دوام الحال من المحال"، و "لي جات اجمالو تيرحل"، و لن تنفع الأجنحة المتكسرة بنعدو في مواصلة التحليق في سماء الشركة.