رأي

يوسف غريب: البيجيدي ترشح أكادير إلى لقب أحسن مرحاض في العالم!!

لا سخرية في ذلك…فقد شاركنا جميعا في إعلان فتح مرحاض للخدمة هناك بشاطئ أنزا مع بداية غشت.. نظرا للضغط الذي تعرفه المنطقة خلال هذا الشهر… وقد استطاع هذا المرحاض الاستثنائي أن يحتلّ الصدارة الأولى في كل النقاشات بين الافتراضي والواقعي.. ولمدة يومين.. لما يحمل من فرادة “عمرانية” وجمالية.. أقترح على مجلسنا الجماعي ( العدالة و التنمية) أن يرشحه للتنافس على لقب أحسن مرحاض بمناسبة اليوم العالمي للمراحيض (19 نونبر)…
نعم… هكذا أضحى سقف اهتماماتنا في هذه المدينة المعذورة يشبه سقف هذا المرحاض وبهذا الشكل البدائي البئيس جدّا…والذي يترجم بالفعل والواقع أسلوب تدبير الشأن العام المحلي لدى مجلس جماعة أكادير.. بل إن ما يتبادر إلى ذهن أي زائر هو أن أكادير للأسف لا تتوفر على مجلس جماعي…وقد يكون قريبا إلى الصواب من زاوية أن من عاش هذه التجربة الجماعية منذ بدايتها سيقف عند هذا الأسلوب الارتجالي والمزاجي في كل قراراتها ومشاريعها وإن كانت صغيرة.. وفي غياب رؤية وتصور متكامل للمدينة…وأمثلة عديدة كهدم سور البلدية.. وإعادة بناء ما هدّم بعد يومين… كتبليط إحدى المحاور…و إزالته بعد شهرين.. ووو
لذلك لن أفاجأ أن يتمّ هدم هذا المرحاض بعد يومين… بل يجب هدمه لما فيه من إهانة لآدمية الإنسان وساكنته.وتشويه لمدينة سياحية بامتياز لدى كل الزوار..مغاربة وأجانب.. وبما يحمله أيضا هذا المرحاض من إهانة لهذه التجربة الجماعية ووصمة عار في تاريخ التدبير الجماعي الآن… ومستقبلا. ولا يمكن من أعضاء يتسابقون لأخذ صورة له وهو يسقى عشب مدار.. أو يوزع ملابس على عمال نظافة…
وهم ينتشون بهذه الإنجازات أمام خصومهم الافتراضيين حتى أصبح البعض منهم متخصصا في هذه المعارك الوهمية وبأسلوب صبياني حد الوقاحة…
لا يمكن أن تنتظر من مثل هذه النماذج الذين سقطوا سهوا نحو مسؤولية تدبير مدينة بحجم أكادير… إلاّ مثل المراحيض.. أبداً. كنموذج صغير لمثيلاتها داخل مقر الجماعة نفسها…وبنفس البؤس والشوهة حد السوريالية لمراحيض حديقة أولها والذي تفرض على من يستعملها أخذ الحذر والحيطة والاحتياط حتى لا يتعرض للسقوط..
هكذا أصبحنا نتحدث عن المراحيض ومع كل الاعتذار.. لابد من القول بأن ما تعيشه المدينة من ارتجالية في تدبير شأنها المحلي يؤكد هذا الغياب التام لمؤسسة الرئيس..كتصور ومشروع… يفسر أيضا ترك المسؤولية لدى أناس يفتقرون للكفاءة المطلوبة لتدبير مدينة…وبتعويضها بهذا الاستعلاء والتكبر والعجرفة.. حتى أن البعض وصلت به “النزقيّة” أن يخبرنا في إحدى تغريداته… (لقد جئنا لأكثر من ولاية)
اللهم خفف مانزل…
فقد صدق أحد أصدقائي حين قال : لقد ابتلينا في هذه المدينة.