قضايا

منجيب يدافع عن بنشمسي... "مغاربة" في سواد النية فقط

عبد العزيز المنيعي

هناك أشخاص تغلفهم الشبهة في كل أنفاسهم ولا يمكن توقع أي شيء منهم دون ان يكون بخلفية خبيثة وعن سبق إصرار وترصد، وعن دراسة "عميقة" لمجريات الامور.
هؤلاء الأشخاص الذين أينما حلوا وارتحلوا، تنبعث روائح نتنة من أفكارهم المتعفنة في "زبالة" التاريخ الحديث، الذي لن يذكرهم سوى "بكمشة" من الأشخاص حاولوا تقويض بنيان اوطانهم.
الامر هنا يهم واقعة أحمد رضا بنشمسي، الذي ينتظره وقت طويل في الجزائر، بعد ان دخلها بجواز سفر مغربي، محتفظا بجوازه الامريكي في الرف. ليس سهوا أو نسيانا أو تشبثا بالانتماء إلى الوطن، بل عن سابق نية وعود الكبريت في يده يريد إشعال الوضع من جديد.
النية المبيتة زكاها احد أعمدة الفتنة، وشهبندر تجار الاوطان المعطي منجيب، زكى هذه المعطيات بتصريحاته حول "قضية" بنشمسي. وقال أن السلطات الجزائرية اعتقلت احمد رضا بنشمسي، لأنه مغربي، ولأن النظام هناك "يكن عداءا كبيرا للمغرب"... هذا الرجل دخل في المفضحات وأبان عن النية الحقيقية، وهي إشعال فتيل الخلاف الذي بدى أنه انطفأ قليلا بعد نهائيات الكان واحتفال المغاربة بالمنتخب الجزائري، وتجديد الملك محمد السادس، لمد اليد للأشقاء في الجزائر، تأتي خطوة بنشمسي وتصريحات شهبندر التجار منجيب، أيضا بعد أنباء عن تفكير السلطات الجزائرية بجدية في مسألة فتح الحدود.
كل هذا التقارب، يزعج الباعة المتجولين بين بلدان العالم، ويعمل من يسخرهم على إتاحة الفرصة لهم ليفرشوا بضاعتهم البائرة في شوارع الاواصر الاخوية علهم يواصلون جني الملايين من مثل هذه الخلافات.
أحمد رضا بنشمسي، الذي فضل بكل بساطة أن يكشف عن هويته المغربية، و أن يدخل التراب الجزائري بجواز سفر مغربي، تاركا جوازه الامريكي الذي يحمله معه في بقاع العالم، متفاخرا بكونه موظفا لدى "هيومان رايس ووتش"، و انه يحمل هم حقوق الإنسان، ويريد الأصلح لبني الإنسان، من مغاربة و جزائريين وكلهم بالنسبة إليهم سواسية في حشوة السندويتش الذي يأكل منه ما تبقى من ذرة مروءة وانتماء إلى وطن اعطاه كل شيء وفي المقابل مد لسانه يتجول في قاموس البذاءة، ليكيل للمغرب ما شاء من أوصاف قدحية.
طبعا تأتي هذه المستجدات بعد أن "قطع الواد" وظن ان "رجليه نشفو"، وحصل على الجنسية الأمريكية وبات "مواطنا" من أبناء العم سام، يتحصن بجواز سفره، وينال "الفيزات" كما يحلوا له. لكنه فجأة وفي خضم ما تعيشه الجارة الجزائر من إحتجاجات، قرر أن يصبح مغربيا، وأن يعلن عن هويته وأن يكشف عن جوازه الاخضر المغربي. وهكذا فجأة قرر أيضا شهبندر تجار حقوق الإنسان، أن يدعم "مراهق" حقوق الإنسان في خطوة محسوبة سلفا من طرف الذين يزودونهم بالمال و الزاد والعتاد الفكري والتخطيط المسبق.
فالجزم كل الجزم، أن من يعشش في قلبه الحقد ضد وطنه، لا يمكنه مطلقا أن يفكر لأن التفكير صفة الإنسان السوي المستقيم، وحاشا أن يكون بنشمسي ومنجيب من فصيلة الإنسان..
الأن وقد إنكشفت اللعبة، يبدو جليا أن "مراهق" حقوق الإنسان، وشهبندر تجار حقوق الإنسان ينتميان إلى الفصيلة نفسها، ويخدمان سيدا واحدا يجندهما من أجل أغراضه... وهما معا بيادق المعركة يحرقون في اول هزيمة..