مجتمع وحوداث

ضغوطات أمريكية لاستبعاد هواوي الصينية من سباق شبكات الـ5G في المغرب

كفى بريس: صحف

من النتائج البديهية لحرب دونالد ترامب على الصين، أن يرى عملاق الاتصالات الصيني هواوي تهديدا أمريكيا متواصلا لمصالحه في جميع أنحاء العالم.

وحسب المعلومات التي استقتها صحيفة le DESK الفرنسية، فإن المغرب -كما هو الحال بالنسبة للبلدان الأخرى التي تمتلك فيها هواوي حصة كبيرة من السوق، يتعرض لضغط قوي من طرف واشنطن لإقصاء وإزاحة خدمة الجيل الخامس للأنترنيت التي تقترحها الشركة الصينية، والتي ينوي المشغلون الثلاثة الرئيسيون في المغرب اطلاقها.

وفي هذا الصدد قال شكيب عاشور، مدير التسويق والاستراتيجية في شركة هواوي-المغرب “نعلم جيدا ما الذي يلزم لإطلاق ناجح لخدمة الجيل الخامس للأنترنيت في المغرب !” .

وتتطلع الشركة الصينية، التي حصدت مجموعة من العقود على المستوى الدولي لتقديم هذه الخدمة، إلى انتزاع عقد مع المغرب، بحكم هيمنتها منذ سنوات طويلة على مجال تقديم الخدمات والمعدات (اللواقط الهوائية الكبيرة وتجهيزات الشبكة الأساسية) لفاعلي الاتصالات الرئيسيين في المغرب (اتصالات المغرب، أورونج، إنيوي). ينضاف إلى ذلك الحلول المقاولاتية التي تقدمها والتجهيزات الهاتفية التي توفرها.

ووفقًا لمصادر صحيفة le desk، فإن فرضية إزاحة هواواي من سباق الجيل الخامس في المغرب مطروحة على الطاولة.

وتؤكد مصادر المنبر ذاته أنه “قد تم إجراء اتصالات مع صانعي القرار السياسي والسلطات المسؤولة عن الأمن الوطني والجهات المنظمة لقطاع الاتصالات” ، مؤكدة أنه “حتى فاعلو الاتصالات أنفسهم تم التواصل معهم من خلال مساهميهم الرئيسيين” .

من ناحية أخرى أكدت مصادر قريبة من الشؤون الخارجية المغربية للصحيفة الفرنسية أن القنوات الدبلوماسية وشبكات الضغط بين الرباط وواشنطن، قد تم “تفعيلها”  في هذا الشأن، حيث اتصلت الإدارة الأمريكية بالسفير المغربي لدى واشنطن بخصوص هذا الملف الذي يتابعه عن قرب المستشار الخاص للبيت الأبيض جون بولطون…

وتبدي الإدارة الأمريكية استعدادها لفعل أي شيء تجاه العملاق الصيني، فبالإضافة إلى إمكانية فرض سلة من العقوبات، يمكنها أن تعد بتقديم مساعدات مالية إضافية لتطوير البنية التحتية في الأسواق التي ستتوقف عن اللجوء إلى خدمات ومعدات الشركة الصينية..

وتتمسك الولايات المتحدة بحجتها في هذا السياق خاصة ما يتعلق بالجانب الأمني : إذا كانت هواوي تدعي استقلالها التام عن الدولية الصينية، فمن المحتمل جدا أن يتم استغلال معداتها، وفقًا لواشنطن، من قبل سلطات بكين لاعتراض الاتصالات لأغراض تجسسية..

بالإضافة إلى ذلك، تبدي الولايات المتحدة قلقا كبيرا وبشكل خاص بشأن الوضع في البلدان التي تستضيف قواعدها أو منشآتها العسكرية، فإذا كانت واشنطن تمتلك أقمارها الصناعية الخاصة وشبكة اتصالاتها الحساسة، إلا أن جزءًا مهما من حركة المنشآت والمعدات العسكرية تمر عبر الشبكات التجارية