رياضة

لقجع و الهروب الى الأمام !!

كفى بريس: خليل البكراوي

لا يتقن فوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية لكرة القدم، الا  الهروب الى الأمام، و تسويق الآمال والوعود، في حين ان  المسؤولية الأخلاقية تقتضي  أن يقدم استقالته مباشرة، بعد اقصاء المنتخب الوطني من كأس افريقيا للأمم، لكنه فضل الصمت، وانحنى أمام العاصفة متوهما أنها قد مرت.

وفي خضم العاصفة، وغضب الجماهير المغربية، التي طالبت بتقديم استقالة فوزي لقجع، واستقالة المدرب المنتخب الوطني أنذاك، هيرفي رونار، تحدثت مصادر اعلامية عن تقديم هذا الأخير استقالته، كما تحدثت مصادر أخرى، أنه يجري مفاوضات سرية  مع الاتحاد السعودي لكرة القدم لتولي مهمة تدريب منتخبها، لكن ادارة الجامعة الملكية لكرة القدم كذبت هذا الخبر.

 ومع مرور الوقت، ظهرت الحقيقة، والحقيقة بنت الزمن كما يقال، وتبين أن ادارة الجامعة كانت غير صريحة في ردها عن الأخبار المسربة، وان رونار في تلك اللحظة قدم استقالته بشكل غير رسمي في انتظار اجراء اتفاق مابين الطرفين، وتفعيله على أرض الواقع.

و السؤال هو ، لماذا كانت  الجامعة   تحاول أن تخفي الشمس بالغربال، ولم تكن صريحة في تواصلها مع الرأي العام الوطني؟

 الجواب بسيط للغاية، وهو أنها كانت تريد أن تهدأ الأوضاع، وتنخفض درجة الغضب لدى الجماهير المغربية، التي كانت تطالب باستقالة فوزي لقجع أولا، وهيرفي رونار ثانيا، وكل ما حصل هو أن أن فوزي لقجع اعجبه كرسي الرئاسة والتعويضات "السمينة"، والسفريات المدفوعة التكاليف، وصم أذنيه عن مطلب الاستقالة، في حين الثاني تحمل مسؤوليته، ولو شكليا أمام الرأي العام، وقد الاستقالة، والله وحده يعلم كم هي قيمة التعويض الذي تقاضاها من جامعة لقجع مقابل توقيع هذه الاستقالة.

سياسة الهروب التي يتقنها فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية لكرة القدم، قام بنهجها أيضا في الفترة التي سيتولي فيها المدرب البوسنى وحيد خليلوزيتش تدريب المنتخب الوطني، ولعل من بين الآمال الوردية والوعود الكاذبة التي قدمها للجماهير المغربية، هو "التأهل لنصف نهاية كأس إفريقيا للأمم 2021 بالكاميرون، ونهائيات كأس العالم 2022  بقطر"، اذن أمام هذه الوعود، فيلزمنا سنوات أخرى من الانتظار، وسيتكرر لا محالة نفس السيناريو الذي وقع في فترة هيرفي رونار.

وبكل صراحة، فالأهداف التي سطرها فوزي لقجع في العقد المبرم مع المدرب الجديد وحيد خليلوزيتش، تبين بجلاء مدى الضعف والقصور الحاصل في التفكير، والتخطيط للمستقبل، فالمسؤولون الكبار اللذين يتولون رئاسة جامعة من حجم الجامعة الملكية لكرة القدم في بلدان أخرى، يضعون في حسبانهم الفوز ولا شيء غير الفوز، ولا يرضون بالربع أو حتى النصف في خططهم واسترتيجياتهم للمستقبل، لكن خطة واستراتيجية فوزي لقجع، تختلف عن كل الخطط والاستراتيجيات، فهو كل ما يهمه في الأمر، هو  رئاسة الجامعة، لكن للأسف، لحظة بدابة هروبه، أعلن عن فشله، ومسألة رحيله عن الجامعة الملكية لكرة القدم، مسألة وقت فقط !!