سياسة واقتصاد

بمشاركة القارة الإفريقية: انطلاق قمة المجموعة السبع

كفى بريس: و م ع

تنطلق أشغال قمة رؤساء دول وحكومات مجموعة السبع، السبت في بياريتز، في موضوع “مكافحة عدم المساواة”، بمشاركة إفريقيا، “قارة المستقبل”.

وتنعقد أشغال القمة هذا العام طبقا ل”صيغة غير مسبوقة”، كما أرادها الرئيس إيمانويل ماكرون، الذي تتولى بلاده الرئاسة السنوية للقمة؛ التي تمت دعوة ثمانية بلدان من خارج مجموعة السبع للمشاركة فيها، منها خمسة بلدان إفريقية، وهي جنوب إفريقيا وبوركينا فاسو ومصر والسنغال ورواندا.

وبحسب الإليزيه، تكون فرنسا تسلمت رئاسة مجموعة السبع هذا العام بهدف؛ تعبئة دول مجموعة السبع، وأيضا القوى الشريكة من أجل محاربة عدم المساواة، في خطوة يستحيل المضي فيها قدما، “دون شراكة تطبعها الندية مع البلدان الإفريقية “.

لهذا السبب تشارك خمس دول إفريقية؛ بوركينا فاسو ورئيسها روش مارك كريستيان كابوري، بصفته رئيس مجموعة دول الساحل الخمس، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي، وماكي سال، باعتباره رئيسا للشراكة الجديدة من أجل تنمية إفريقيا (نيباد)، وبول كغامي، الذي كان يرأس في عام 2018 الاتحاد الإفريقي، وأيضا رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوسا. كما سيحضر الاجتماع موسى فكي، رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، وأكينومي أديسينا، رئيس البنك الإفريقي للتنمية.

وكان الرئيس إيمانويل ماكرون اتفق، خلال زيارته لشرق إفريقيا في مارس الماضي، مع رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فكي على وضع قارة إفريقيا كعنصر محوري في قلب أشغال قمة مجموعة السبع في بياريتز.

وكان أكد الرئيس الفرنسي أن إفريقيا ستكون حاضرة في مجموعة السبع “لكي يكون هناك بالفعل جدول أعمال من وضع الأفارقة، وبالأخص الاتحاد الإفريقي”.

وتم تأكيد هذا الالتزام الرئاسي من قبل وزير الشؤون الخارجية الفرنسي، جان إيف لو دريان، في اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع في أبريل الماضي، حيث كان جدد الوزير الفرنسي التأكيد بالقول إنه “وفقا للأولوية التي منحها رئيس الجمهورية للشراكة مع إفريقيا، سندرس سبل تعزيز تعبئة المجتمع الدولي لدعم عمليات السلام الإفريقية ومكافحة الاتجار غير المشروع في الساحل”، مضيفا أن الحد من عدم المساواة بين النساء والرجال سيكون محور المناقشات أيضا، سواء تعلق الأمر بحماية النساء من العنف الجنسي في النزاع، أو تعزيز دورهن في مسلسل السلام وتسوية الأزمات.

وتندرج، في هذا السياق، مشاركة القارة الإفريقية في قمة مجموعة السبع، التي تعتمد كموضوع لأشغالها “مكافحة عدم المساواة”.

وسيشارك قادة الدول الإفريقية الخمس، وكذا رئيس الاتحاد الإفريقي ورئيس البنك الإفريقي للتنمية، الأحد، في جلسة موسعة للقمة المخصصة “للشراكة مع إفريقيا”، وذلك بغرض التأسيس لشراكة متجددة تتسم بالندية مع إفريقيا قارة المستقبل.

وسينبري المشاركون، خلال هذه الدورة الموسعة، لبحث مواضيع تتصل بالأمن في منطقة الساحل، والبيئة، ووضع النساء، والتكوين والتعليم، وريادة النساء للأعمال، وظروف الاستثمار.

وعلى صعيد آخر، تولي مجموعة السبع، تحت الرئاسة الفرنسية اهتماما خاصا لتحرير المرأة، أحد مفاتيح مكافحة عدم المساواة بين الجنسين. حيث سيتم، في هذا السياق، تقديم مبادرة تعزيز وصول المرأة إلى التمويل في إفريقيا.

وتروم هذه المبادرة، التي تم إطلاقها في ماي 2016 خلال الاجتماعات السنوية للبنك الإفريقي للتنمية في لوساكا بزامبيا، والموجهة لعموم إفريقيا، تحقيق هدف مزدوج؛ سد فجوة التمويل التي تعاني منها النساء في إفريقيا، وأيضا تحرير قدراتهن للاتخراط بقوة في ريادة الأعمال.

وسيتم، خلال مجموعة السبع في بياريتز، تقديم عرض تقديمي أمام الصحافة، من قبل رئيس البنك الإفريقي للتنمية إلى جانب الرئيس ماكرون، وبحضور المغنية البنينية أنجليك كيدجو، السفيرة الدولية لمنظمة “اليونيسف”.

ويبقى السؤال .. هل ستجد فرنسا، وهي تترأس مجموعة الدول السبع، صدى لمتمنياتها بشأن قارة إفريقية أكثر تقدما وأقل فقرا، لدى القوى العظمى؟ أم أنها ستظل مجرد أمنيات؟

وفي هذا الصدد، تساءلت صحيفة (لوموند) عن عدد المرات التي كانت أعلنت فيها أغنى الدول على هذا الكوكب، منذ دعوة الزعماء الأفارقة للمشاركة في مجموعة الثماني بجنوة عام 2001، عن استعدادها للوفاء بالتزام كانت قطعته، منذ أكثر من 40 عاما، بتخصيص 0.7 بالمئة من ثرواتها الوطنية للتضامن مع الأشد فقرا؟، بينما بالكاد تم اقتحام عتبة 0.3 بالمئة”.

كيف إذن يمكن مساعدة إفريقيا، قارة المستقبل هذه، للخروج من الفقر؟، بينما انخفضت في 2018 المساعدات العامة الثنائية الممنوحة من قبل دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ب 4 بالمئة وصولا الى 29.7 مليار دولار.

ووفقا للبنك الدولي، لا يزال 40 بالمئة من سكان إفريقيا، أي أكثر من 400 مليون شخص يعيشون تحت خط الفقر المدقع، المحدد في 1.90 دولار يوميا (1.70 يورو) وفقا للمعايير الدولية.

وكان البنك الدولي في تقرير نشره في 2018 لفت بتركيز الى أن “الفقر المدقع أصبح مشكلة إفريقية أساسية”. وأكد أنه في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى كان في عام 1990 يتركز ربع الفقر المدقع، ليتحول الى النصف في عام 2015. وسيصل هذا الرقم، في سياق نمو سكاني قوي، إلى 90 بالمئة مع حلول عام 2030.

ويكبر الأمل في أن تنتهي وعود مجموعة السبع هذه المرة بعالم أكثر مساواة وأقل فقرا إلى واقع ملموس.