على باب الله

امرأة محظوظة ومواطنون سيئوا الحظ

المصطفى كنيت

من أغرب ما قرأت على صفحات جريدة إلكترونية مساء الأربعاء، أن الكاتب العام لوزارة الصحة، هشام نجمي، سيعود لمزاولة مهامه ابتداء من الاثنين القادم، بعدما "شوشت" على عطلته الصيفية، امرأة ألقت بنفسها من نافذة فندق مصنف بأكادير.

 و زاد الخبر مدافعا، أن الكاتب العام تعرض لحملة " تشهير" واسعة (هكذا)  بسبب وجود تيارين في وزارة الصحة: تيار الوزير وتيار الكاتب العام، بمعنى آخر أن الوزارة تسير برأسين، و أن الكاتب العام يمتلك من النفوذ ما يجعل فرائص  الوزير ترتعد منه، علما أن الوزير يعينه الملك باقتراح من رئيس الحكومة، والكاتب العام يعينه مجلس الحكومة باقتراح من الوزير.

الأكيد أن لا أحد كان يقصد "التشويش" على السيد الكاتب العام أو "التشهير" به،  أو أن يعكر صفو عطلته، إلا إذا كان الوزير قد سخر من يقوم بهذه المهمة القذرة، و هيأ  كل الشروط لكي تسقط تلك المرأة من نافذة الغرفة المجاورة لغرفة هشام نجمي بنفس الفندق، و أن يتدخل البروفسور، الكاتب العام لإنقاذها... قبل أن يجد نفسه في سين جين لدى الشرطة القضائية بولاية أمن المدينة، بحضور زوجته، التي رافقته لشد عضده.

الأكيد، أيضا، أن  أنس الدكالي وزير  سيء الحظ،  لأن الكاتب العام، يحمل صفة بروفسور في الطب ( دكتور في التخدير والإنعاش نفس تخصص الحسين الوردي الذي عوضه الدكالي على رأس القطاع)،  وكان يشغل منصب مدير المركز الاستشفائي الجامعي بمراكش، في حين أن ما يربط الوزير بالقطاع أنه كان "معيدا" في كلية طب بالرباط، وعضوا في المجلس الإداري للمركز الاستشفائي ابن سينا ( شخصيا لا أعرف كيف تسلل إليه).

و الأكيد أن حظ صحتنا أسوأ من حظ الوزير، و من حظ الكاتب العام الذي نجا من الباطل، لأنه على رأي المثل: " لبْلا تيتسلط"، لكنه ليس أسوأ من حظ تلك المرأة التي ألقت بنفسها من النافذة، فوجدت، حالا، من يقدّم لها الإسعافات الأولية، في وقت ينتظر فيه المواطنون أمام أبواب المستشفيات.