على باب الله

المحلوبة حليب والمعصورة دم

المصطفى كنيت

من النذالة الاعتقاد أن نشر قانون في الجريدة الرسمية، يحتاج إلى تغريدة ابنة ترامب، لأن وضع القوانين، وإخضاعها لمساطر التشريع، التي يقرها الدستور، لا تتحكم فيه أهواء إيفيكا، أو حتى ترامب نفسه.

ومن الغباء أو الجحود ربط صدور قانون الأراضي السلالية، الذي ينص على المساواة بين الذكور والإناث في الإرث، بتلك التغريدة، بعد كل النضال الذي خاضته النساء السلاليات. فهذا احتقار لكل المعارك التي انخرطن فيها، دفاعا عن حقهن، إلى أن تم إنزال هذا المكتسب على أرض الواقع، بعد أن أعدت وزارة الداخلية المشروع، وصادق عليه المجلس الحكومي، و صوت عليه البرلمان بغرفتيه.

و المغرب ليس بحاجة إلى من يملي عليه القوانين أو يصدر له التعليمات، لأنه بلد ناضج، ولى ظهره حتى لمساعدات دول الخليج، ولا يقبل أن "يتجمل" عليه أحد، لأن المغاربة يقولون: " المحلوبة حليب والمعصورة دم"، لذلك فإن الذي أو الذين تفتقت عبقريتهم على هذا الكيْد، يتناسون أو يريدون أن يتجاهلوا هذه الأنفة، التي جعلت المغرب يمارس سيادة  القرار، بكل استقلالية، و راحة بال، رغم ما جلب له ذلك من متاعب، سواء حين قرر العودة إلى الاتحاد الإفريقي، و الانخراط في سياسة جديدة بالقارة السمراء، تقوم على معادلة التعاون جنوب ـ جنوب أو لما انسحب من تحالف  الحرب في اليمن.

و لا ريب أن الذين يزعمون اليوم أن نشر قانون بالجريدة الرسمية، كان بإيعاز أو تأثير أو "تعليمات" من السيدة إيفيكا، واهمون، لأن الحقيقة، أنهم، هم منْ يتلقى التعليمات و الأموال والعقود والإشهار أيضا، من تلك الجهات، لتضليل الرأي العام، ولسنا في موضع استعراض، ما يُثبت هذا الانتهازية المقيتة، وهذا الشذوذ الإعلامي، التي يجعلهم "يفسخون" السراويل لمن يدفع أو يصدر لهم التوجيهات التي تغترف من فكر المشرق، الذي أحكم ترامب وإيفيكا قبضتهما عليه.