على باب الله

عادل الميلودي في باريس

المصطفى كنيت

باريس تعشق الرباط.

لم يعد "نجوم" عاصمة الجن والملائكة يسكنون فؤادها، لقد أصابها سهم الرباط في القلب. وما هذه، كما قال الشاعر: " إلا سجية مغرم".

لذلك فهي تشرب كاسات الخمر وتغني مع عادل الميلودي.

ما أسعد فناننا الشعبي، الذي سيكون مدعوا للغناء في "دار الأوبرا"، لمجرد أنه قال كلاما، لم ينتبه له حتى المغاربة: " لي مكيضربش مراتو ماشي راجل".

لقد انتهت "باري ماتش" من البحث عن كل "السكوبات" التي كانت تحقق بها السبق، حين تحل شهيرات العالم إلى "شون إيليزي"، ويرتدن كل الملاهي الليلية، و يتبضعن أغلى العطور رفقة  خلانهن، وتطردهن عدسات صائدي  الصور.

لم تجد المجلة الشهيرة إلا كلام عادل الميلودي.

ولم تجد " وكالة الأنباء الفرنسية" و قناة "فرانس 24" إلا قضية هاجر.

يبدو أن باريس أصبحت أسيرة "الدولة العميقة" التي تحدث عنها الرئيس الفرنسي ماكرون قبل أسابيع، والتي تعشق المغرب أكثر من اللازم، ولا تترك أية صغيرة أو كبيرة تمر، إلا وتقرع عليها طبول الحرب، ربما تبحث عن " إجهاض" في السوق السوداء.

 و لكن المغرب يردد: " يا ما قلت لأْ أنا، واحنا في عز الهنا"، وسيظل يرددها، و من دون حاجة إلى عادل الميلودي ولا إلى هاجر، ولا إلى كل الملائكة والشياطين أو العفاريت والتماسيح.

ثمة التباس تعيشه فرنسا، لقد أحس به الرئيس ماكرون. ففي كواليس الدولة العميقة، ثمة أيادي وخيوط أو حالة مرضية، تجعل التركيز كله يصب على الرباط، بعد أن سقط بين أيادي "الدولة العميقة"  الملاكمون وتجار المخدرات والقتلة الذين جندتهم للقيام بمهام قذرة.

فلا بأس إذن أن تلجأ إلى الرقص والغناء، هذه المرة، لكن قبل أن تشطح على إيقاع أغنية "الحلوفة"، و أن تستمتع بمؤخرة الشيخة "طراكس"، وهي تهتز، عليها أن تستحضر أغنية "واعرة" يرددها المغاربة مع عادل الميلودي:

الله يقتلنا رجال كيف تربينا

ما يْشرونا بمال ياك النفس حارة فينا.