على باب الله

إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه

المصطفى كنيت

اجتهدت "صحافتنا"، التي في نفسها شيء من حتى، لإعطاء اختيار  أسماء المرابط، الباحثة في الشؤون الإسلامية، الاستقرار ببلد آخر ، بعدا "تراجيديا"، رغم أن ما جاء في تدوينة على صفحتها بـ "الفايسبوك"، لا يحمل أي بعد "مأساوي"، بل بالعكس يشي بارتياح نفسي، وصراحة واضحة، غير أن الذين في قلوبهم مرض أرادوا أن يركبوا على ظروف هذه السيدة، فحق عليهم قول الشاعر:

إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه/// وصدّق ما يعتاده من توهم

والحقيقة، التي أنكرها الجاحدون، هي أن أسماء المرابط، لم تغادر المغرب، كما أملت عليهم أهواؤهم، بل التحقت بزوجها، سفير المغرب بجنوب إفريقيا، يوسف العمراني، من دون أن تشكو من ضيق في الصدر، أو ضنك في العيش، أو تضييق في حرية التعبير عن الرأي، لكن الذين يصفقون على هجرة الفنانات، و لاعبي كرة القدم، باسم البحث عن الشهرة، وتحقيق المجد للوطن، استكثروا على السيدة أن تعيش بجانب زوجها.

صحيح أنه سبق لأسماء المرابط أن استقالت من الرابطة المحمدية للعلماء، في مارس 2018 بعد أن دعت إلى المساواة في الإرث، من دون أن يعاتبها أحد عن هذه الاستقالة أو يحاول أحد أكل الثوم بفمها، كما يحدث اليوم،  وهي تضع رجلها اليمنى في السلم الطائرة، و تتوكل على الله معلنة: "حب هذا الوطن لن يفارقني"، إلا أن الذين فارق هذا الحب قلوبهم، أرادوا أن يجعلوا من "سفرها" هجرة أبدية، و أن يخرجوا السياط لجلد هذا الوطن.

وعلى رأي المثل الشعبي: " الخيمة بلا غدّار خاوية"، وبذرة الغدر لها تاريخ طويل، لأن الناس معادن، والصحافة معادن، لذلك فإن  الحداد، كما في المثل: " تيضرب، وعيّط الأصل"، لأن الذي أصله "حار... حار ، ولي أصله حلو... حلو، أو كما قال المتنبي:

ومن يكن ذا فم مر مريض/// يجد مرا الماء الزلالا

وفي حالة أسماء المرابط، لا حاجة إلى التأويل، فيوسف العمراني من خدام الدولة، شغل منصبا وزاريا ثم مكلفا بمهمة بالديوان الملكي، قبل أن يعين سفيرا بدولة جنوب إفريقيا، ستنتهي مهمته لا محالة، ويعودان معا يدا في يد إلى الوطن.