رأي

ادريس الروخ: فلسفة الورش

لا احد يجادل في كون الثقافة والفن يخلقان مجتمعا قادرا على التحول، مجتمعا ينمو من الداخل، تتكون لديه غريزة التطور والاختلاف والتنوع ويصبح فاعلا ومنتجا ومستهلكا لكل ما ينتجه أفراده من ألوان أدبية.. فكرية وفنية.. الخ
الثقافة هي المعرفة والهوية والانتماء والرغبة والتعددية والتواصل واللقاء والانفتاح والتسامح والانتماء واللذة، إنها رحلة داخل الفرد والمجتمع.
ولأهمية الثقافة والفن في بناء الفرد، خصوصا في يومنا هدا وفي ظل التحول الذي يعرفه المغرب في رد الاعتبار للمواطن وفتح المجال لمزيد من أفاق التحرر والتعبير بأدوات وأصوات ولغات ومناهج مختلفة.. لا بد ان نفتح ورشا ومعاهد وفضاءات لتكوين جيل جديد من الشباب وكل من له الرغبة في دخول مغامرة وعشق اب الفنون.
إننا نسعى من خلال التكوبن المسرحي... ان نؤسس لفعل ثقافي وفني بالمغرب، وخلق حوار جدي  ذو طبيعة حضارية يتبادل فيه الجميع ( طلبة .. جمهور المتفرجين... الممثلين..وصناع الفرجة عموما )  أفكارا ونظريات حول المشهد المسرحي بالمغرب.
لقد أصبح المسرح المعاصر اليوم ( وهذا لم يعد يخفى على احد ) يعتمد وبشكل كبير علي التعبير الجسدي من جهة والاشتغال على النص من جهة أخرى، وذلك بالاعتماد على تمارين مسرحية مبنية علي الارتجال فوق الخشبة لاعتماد كتابة ركحية تعتمد في مكوناتها على البحث في طبيعة الموضوع الذي اقترحه المبدع ( المؤلف/ المخرج ) والاشتغال عليه على شكل لابوراطوار / المختبر... يكون الأساس فيه جسد الممثل.
الجسد في هذه المرحلة يصبح نقطة انطلاق لتقديم رؤية مسرحية مخالفة تعتمد على الفعل كمكون أساس في جعل اللغة الدرامية بصرية... وبالتالي  الصوت يخلق جسر تواصل لفظي على شكل معزوفة تشبع رغبة المتلقي في الاستمتاع بما يقدم فوق الخشبة.
ان  مفهوم الجسد والصوت في المسرح المعاصر له قدرة على الفعل والفرجة ولدة المشاهدة بشكل يجعل المسرح اقرب الى تحولات المجتمع اقتصاديا وتكنولوجيا بل يصبح العرض المسرحي مادة تواصلية تسعى لخلق انسجام في مكونات الحياة .