قضايا

"طاح الحك ولقا غطاه"

عبد العزيز المنيعي

لا يرعوي المعطي منجيب وصنوه الصغير أحمد بنشمسي عن دخول معمعة... فهما معا، وقبلهما و بعدهما فريق من "نخبة" المهرولين إلى سوق النخاسة الفكرية، لا يتأخرون أبدا في "الدفاع" عن أي "فكرة" تروج لمغرب غير قانوني، و تغيب عنه شمس حقوق الإنسان.
كلهم على "نهج" تبديل الشمس بغيمة "النقد" المجاني سائرون، يهرولون في كل الاتجاهات، ولا يتورعون عن قول ما لا يؤمنون به في قرارة انفسهم.
وخير دليل على هذه الهرولة، صيحتهم الاخيرة على هامش محاكمة " الآنسة" او " السيدة" هاجر الريسوني، التي تحاكم كمواطنة اجرمت في حق جنين لم يرتكب أي ذنب سوى أنه كان ثمرة رعشة جنسية دون أي عقد  يسمح بالتماس الجسدي بين رجل و إمرأة.
طبعا السيد منجيب و صنوه الصغير بنشمسي، لديهما إيمان كبير بالحريات الفردية، و الحق في المعاشرة والمضاجعة بالتراضي، كما انهما من مؤيدي الحق في الإجهاض. لكن القضية اليوم ليست مسألة حريات فردية، القضية مسألة مخالفة قانون كانت عشيرة المتهمة اول من دافع على حمايته و صيانته حتى يتم تجريم دعاة "تحرير الفروج وتعطيل الأرحام"، كما قال احمد  الريسوني كبيرهم الذي علمهم ...
متوقع جدا، ان يقول بنشمسي  الذي كان إلى وقت قريب موضوع إحدى الرسائل البليغة من طليقته، إن "القانون ظالم"، في قضية هاجر الريسوني... متوقع جدا، أن يتساءل "هل ستدخل الحكومة إلى بيوت نوم المغاربة لتعرف ماذا يفعلون؟". والجوابه واضح:  اسأل الملتحين ممن يباشرون الرقابة على انفاس المغاربة..
اما كبير "الناشطين" الحقوقيين السيد منجيب، فله كل حرية التعبير في أن يكذب كيف ما أراد، وما اشتهى لسانه، وما تبادر إلى "عقله"، له الحق الإنساني فوق أرض المغرب الذي لا يحارب حقوق الإنسان، أن يدعي  استهداف المواطنين "الشرفاء بوسائل ذميمة"... له الحق كله، فهو مواطن مغربي ينعم بما يهبه الوطن من عطايا الحقوق الأساسية للإنسان حرية التعبير و التفكير..