على باب الله

عيونهم على الانتخابات وجفونهم مغمضة على تقرير المجلس الأعلى للحسابات

المصطفى كنيت

عيونهم على الانتخابات، وجفونهم مغمضة على تقرير المجلس الأعلى للحسابات.

لا يحيّر التعديل الحكومي قلوبهم، أو هكذا يبدو، في الظاهر، وكما في الحديث الشريف: " نحن نتولى الظواهر، والله يتولى الجواهر، و إذا رأيتم رجلا يعتاد المساجد، فاشهدوا له بالإيمان".

غير أن الإيمان بتقرير قضاة المجلس لم يجد طريقه إلى قلوبهم، التي قست فهي " كالحجارة أو أشدّ قسوة، وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار، وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء، وإن منها لما يهبط من خشية الله".

فقد جحدوا تقرير مؤسسة دستورية، لم يقيموا لها وزنا، وطفقوا يهاجمون القضاة، الذين رصدوا تلك الخروقات...

" ما هكذا تورد الإبل"، لا تطعنوا في نزاهة القضاة، ولا في شرف المجلس الأعلى للحسابات، لمجرد أنه رصد الأعطاب والاختلالات...

 حافظوا على شعرة معاوية بين المؤسسات، لا تبخسوا عمل هذه القلعة المتبقية، لا تغلوا يدها بالتهجمات.

لا تجعلوا أنفسكم فوق الحساب، فقد ربط الدستور "المسؤولية بالمحاسبة".

 فجطو ليس عدو أحد، و المجلس، ليس أداة لخدمة أجندة معينة، لا يمينية ولا يسارية  ولا ليبرالية ولا إسلاموية...

الحسابات لها ضوابطها، والاختلالات يعرضها عليكم للرد، قبل نشر التقرير النهائي...

لا تصرخوا في وجه  عمل المجلس، فالتقرير أصبح في يد العموم.

و تحلوْا بفضيلة الاعتراف...

فالوزراء ليسوا  "أنبياء" حشا ما عاد الله، والبشر ليس معصوما عن الخطأ...

و كما يقول المتنبي:

وكم من عائب قولا صحيحا /// وآفته من الفهم السقيم