على باب الله

إرادة الملك و" أضغاث أحلام" الأحزاب

المصطفى كنيت

هناك من يرجم بالغيب، و هناك من يقرأ الطالع، و هناك من ينفخ على الجمر  علّ وعسى أن يطيب خبزه قبل خبر جاره في الحزب، ناسيا المثل الشعبي القائل " بودنجال تيطيب بلمهل"، لأن النار لا تطهي فقط بل تحرق أيضا.

و هناك من يهمه كثيرا ذكر اسمه، فقط، لأنه على رأي المثل "الذئب عزيزة عليه الشنعة"، لذلك طفت على صفحات المواقع و الجرائد بمناسبة التعديل الحكومي القادم، عشرات الأسماء، التي تحلم بالاستوزار أو العودة إلى حمل الحقائب، رغم أنها تتوفر على كل الإمكانيات إلا الكفاءة، و تسللت، الى المناصب باسم الحزب لا الاستحقاق.

و رغم أن  ملك البلاد، محمد السادس، شدد في في خطاب العرش أن الحكومة و الإدارة بحاجة إلى أطر يتم وزنها في ميزان الكفاءة و الاستحقاق، فإن البعض سارع إلى ارتداء أجمل ما عنده من بدلات وربطات عنق، و تطيب بأغلى العطور، و دخل إلى أفخر صالونات الحلاقة لإخفاء التجاعيد بالأقلام التي ترسم ما تحت الحاجب وما فوق العين...فقرأنا، لوائح طويلة من أسماء الوزراء، حتى يخال المرء أن الحكومة ستخيط المزيد من الحقائب لا أن تقلص عددها.

و هكذا تسابق الطامعون في الاستوزار أو الراغبون في العودة إلى المنتخب الحكومي إلى حضور المناسبات الرسمية وغير الرسمية للوقوف أمام عدسات الكاميرات، والتقاط الصور، والسلام والكلام والمجاملات...

و الأكيد أن إرادة الملك، تتجاوز الحسابات الضيقة للأحزاب، التي على ما يبدو تحلم بتغيير وجوه قديمة بوجوه جديدة.

و الظاهر أن رئيس الحكومة سعد الدين العثماني "يجتهد" بدون استراتيجية واضحة، في هندسة التعديل الحكومي، و يحاول إرضاء "الرغباب" لتسهيل التعديل، وهو حل لا يصلح للمغرب، الذي يطمح ملكه إلى وضع استراتيجيات واضحة تقطع مع الريع الحزبي المبني على تحقيق نوع من التوافق لتسهيل التعديل.

ويعتقد الكثير من المواطنين أن المغرب تجاوز هذه المرحلة بنجاح، وهو اليوم يبحث عن نفس ثاني، يفتح أفق تطوير وترسيخ المؤسسات بعيدا عن منطق المحاباة.