على باب الله

يا زمان الوصل الحكومي...

المصطفى كنيت

استفاق، الذين لا يؤمنون، إلا بالوزارة و الحقيبة و أشياء أخرى... من نومهم الطويل جدا، ظانين أنهم رقدوا يوما أو بعض يوم، رغم أن "أزمان" كما يسميه المغاربة، تجاوزهم دهرا، و شرعوا يلقون بأسمائهم في "المقالات" المدعومة على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، مبشرين أنفسهم  بالعودة إلى رحاب الحكومة المصونة، التي خرجوا منها، بلا حاجة إلى أن يغويهم الشيطان، و إنما لانتهاء عمرهم الوزاري، من دون أن يبصموا القطاعات التي مروا بها مرور عابر السبيل.

و أخشى ان ينجح سحرة الأحزاب في تحويل العصا إلى أفعى، رغم أن في القران الكريم " لا يفلح الساحر حيث أتى"، و هو ما يجعلني أطرد ضلال الشك، التي تطوف بي و أنا أرى المقالات وصفحات الفايسبوك  تحترق بنار  الدعاية... بلا خحل.

و كما يقول المثل : " حس الناس عند الناس"، و " لا تحتاج الكفاءة لمن يخرجها من صندوق، كما يفعل مروضو الثعابين في جامع الفنا والأسواق الأسبوعية، بل تعبر عن نفسها بنفسها.

و كما يقول الشاعر: تلك أثارنا تدل علينا..

فكيف يعود إلى الحكومة من لا اثر له، أو يترقى  كاتب دولة، دخل الحكومة " خلسة المختلس" إلى وزير، رغم أن كل ما يقوم به منذ تعيينه هو العبور في ممرات الوزارة، وتبادل التحية مع كبار الموظفين، الذين يوقعون على الوثائق، بينما هو يدخل لمكتبه و يحتسي كؤوس الشاي والقهوة في انتظار أن يفوض له الوزير بعض الاختصاصات والحق في التوقيع.

ولا داعي إلى أن نسميهم بأسمائهم التي "تجهلونها" جيدا.

لقد انتهى زمن الوصل الحكومي، ولن يعيش اللحظة إلا من يستحقها، ويمتلك الكفاءة ليرسم بصمته في القطاع الذي أُسند له، ليس بناء على ماض انتهى أو تسلل غضت فرق الأغلبية الطرف عليه، أو تموضع  بالقرب من "زعيم" الحزب، والاختباء تحت مظلمته، بالطاعة والوشاية والافتراء.

لذلك، لا غرابة في أن تعيش بعض الوجوه، الذين  سوقتهم الأحزاب أو تحاول بعض الأقلام أن تسوقهم اليوم، محنة، وكما قال تعالي: " إن الموت سكرات"، وهي الآية التي تفسرها أية أخرى أعمق دلالة: " وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد". وفي الحديث الشريف " إكرام الميت دفنه".