قضايا

بلاغ مرض الملك...مسيرة الشفافية

عبد العزيز المنيعي

يوما بعد يوم، وسنة بعد أخرى تترسخ ملامح العلاقة الجديدة بين الملك محمد السادس والشعب المغربي، علاقة لا تعتريها شوائب الكتمان والأسرار كل شيء مفتوح أمام الشعب في ما يخص عاهل البلاد.
ونتذكر جميعا تلك الخطوة التي قام بها الملك عندما أحدث منصب الناطق الرسمي بإسم القصر الملكي، كانت خطوة جريئة على درب الوضوح و المكاشفة والشفافية. الخطوة التي حولت الإحساس بالعهد الجديد إلى واقع امر معيش، يلمسه المواطن في كل حركات و سكنات ملكه.
اليوم يأتي بلاغ الديوان الملكي حول مرض الملك، ليؤكد ما سبق، وليفتح الأفق على الآتي بكل وضوح وجلاء ودون مواربة أو اختباء خلف الصمت.
 تلك التفاصيل القليلة التي حملها البلاغ حول مرض الملك، وما تلاه من توصية الطبيب، وإضطرار الملك إلى عدم السفر إلى فرنسا ليعزي في صديق المغرب الكبير الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك. والإخبار بأن ولي العهد سيمثل جلالته في المراسيم الرسمية لجنازة الراحل الكبير. تلك تفاصيل قليلة الجمل كثيرة البلاغة و الدلالة، وتشير إلى أبعد من الكلمات التي يتضمنها البلاغ.
إنها بكل بساطة لحظة شفافية متواصلة مند تولي الملك محمد السادس العرش، قبل 20 سنة خلت، كانت الأفكار والأنباء تتوالى وتؤكد بأننا على أعتاب عهد جديد، وكانت كل ذكرى عزيزة لعيد العرش، وكل مناسبة وطنية أو دينية، وكل المناسبات الشعبية، افراحا أو أقراحا تؤكد أن الملك مع الشعب و للشعب. تلك سنوات مرت لتراكم عمق الفكرة، وتنقي رؤيتنا نحو المستقبل بأعين لا ترى الضباب بل ترى نور الصراحة و بوح و المكاشفة ينجلي ليضيء لحظتنا الحالية والمستقبلية.
كل الخطب الملكية التي صارت تشكل مرجعا في الوضوح، وقول ما يجب قوله دون مواربة، هي جزء من كل، وبلاغ اليوم يزيد خطوة اخرى في طريق المغرب الحديث مغرب الشفافية..