رأي

رشيد لزرق: ترميم ما انكسر بين نبيل بنعبد الله والعثماني لن يكون سهلا

أعتقد أن الذي يلعبه نبيل بنعبد الله شبيه بوليد جنبلاط في لبنان، فانسحاب التقدم الاشتراكية من حكومة سعد الدين العثماني ليس مجرد تكتيك وتوزيع للأدوار واصطياد الفرص وتوجيه الرسائل!!
ولعل الشرارة المتفجرة التي دفعت نبيل بنعبد الله للتلويح بالخروج من الحكومة، من خلال استصدار بلاغ الديوان السياسي، هو نتيجة علمه بالحصول على حقيبة واحدة عادية فقط لا غير، وبالتالي فقبول هذا الوضع وهذه الصيغة سيجعله خارج مدار اللعبة. وكان بلاغ الديوان السياسي، إذن، محاولة إعادة ترتيب الطاولة بما يحفظ تواجد بنعبد الله كفاعل.. وهذا ما لم يتم دوما مع حكومة العثماني، بدءا بإعفاء نبيل بنعبد الله ووزراء التقدم الاشتراكية على خلفية تقرير مجلس الأعلى للحسابات ومسؤولياتهم التقصيرية في مشروع الحسيمة منارة المتوسط سنة 2017،  وتواصل ذلك مع تقليص حقائبه الحكومية، من خلال إعفاء شرفات أفيلال كاتبة الدولة في الماء دون التشاور معها، بل ودون التشاور مع نبيل بنعبد الله.
والتلويح بقلب الطاولة على العثماني جاء ليعلن عبره بنعبد الله بأنه غير مستفيد على الإطلاق من الصيغة التي يدار بها التعديل الحكومي المرتقب..
لذلك ففكرة الخروج من الحكومة ليست هدفاً في حدّ ذاتها، بل هي مناورة يُراد بها تطويق الضغط الداخلي على العثماني، من خلال جناح بنكيران، لأن بنعبد الله  في تواصل دائم مع بنكيران، الذي ما زال مستمرا في ضغطه، ويعتبره العثماني مستفزاً من طريقة تصرفه بشكل عام مع التقدم والاشتراكية.
والحصيلة؛ فإنه يبدو واضحا أن ترميم ما انكسر بين نبيل بنعبد الله والعثماني لن يكون بالمهمّة السهلة، وأن كل حديث عن توجه سريع لتمتين التحالف السياسي بين العثماني ونببل بنعبد الله، حسب البعض، هو أقرب إلى أمنيات منه إلى الواقع، ما يعزز خيار خروج التقدم والاشتراكية من الحكومة، مع إبقاء على الحد الأدني من الترابط مع جناح بنكيران، لحماية مصالح التقدم والاشتراكية وشعرة معاوية مع الحكومة؛ في الحفاظ على التعيينات في المناصب العليا المحسوبين على حزب التقدم والاشتراكية.
* خبير في الشؤون الدستورية والبرلمانية