رأي

عادل الزبيري: احترم حزب التقدم والاشتراكية ولكن...

أحترم حزب التقدم والاشتراكية اليساري في المغرب، لأنه من آخر مع آخرين قليلين، لا يزالون يمارسون السياسة بقواعدها، ولكن لا يمكنني رفع القبعة للكتاب اليوم، بعد قرار متأخر جدا، لمغادرة الحكومة.
قرأت بتأن بيان المكتب السياسي، ولأنني مطلع على الحياة الحكومية والسياسية والحزبية، فإن المعادلة بسيطة جدا، رفض مقعد وزاري واحد، في الحكومة المغربية، في التعديل الحكومي المقبل، هو السبب الحقيقي للمغادرة.
كان يتوجب على حزب التقدم والاشتراكية اليساري، أن يكون واضحا مع الرأي العام المغربي، ويخبر المغاربة أن حقيبة وزارية غير كافية للحزب السياسي، وهذا موقف واضح؛ أي الحزب يغادر لأن حقيبة واحدة قليلة.
أما مسألة الحديث عن نفس سياسي جديد، فيمكن أن يتحدث عنه حزب سياسي ذهب بعد الانتخابات التشريعية صوب المعارضة، ليمارس حقه الطبيعي في القصف السياسي الحر.
أما ما جرده الحزب السياسي من مبررات، وما شنه من هجوم سياسي على الحكومة، فهو غير مقبول أخلاقيا، لأن منطق الحزب بني على مهاجمة شيء، هو كان جزء منه دائما، ولما تراجعت الغنيمة أصبحت الحكومة حرام.
أعتقد أن الكتاب يتجه صوب نهاية طبيعية في الحياة الحزبية المغربية، مع آخرين، ومنهم الوردة والسنبلة والحصان، لأن دورة سياسية بدأت، إلا إذا وجد الكتاب ومن معه من أحزاب وصفات انتخابية لمصالحة المغاربة معهم.
وأعتقد أن حزب التقدم والاشتراكية اليساري، يحتاج لنقد ذاتي داخلي، ليفهم أنه سياسيا انتهى، لأن حزبا سياسيا لم يتمكن من التوفر على عدد مقاعد برلمانية كافية، لبناء كتلة برلمانية، ما يساءل رشاقته الانتخابية.
لماذا يتنكر الحزب من الحكومة اليوم؟ ألم يسكن الكتاب في البيت الحكومة لقرابة عقدين اثنين؟ ألم يقدم الحزب وزراء لم يقدموا أي شيء، إلا المرور الحكومي بسلام وفي صمت؟ كما تفعل أحزاب أخرى في المغرب.
ومع ذلك يستحق حزب التقدم والاشتراكية اليساري كل احترام، لأنه ولو بمنطق سياسوي، لا يزال قادرا على إنتاج بيانات سياسية بزخم.