على باب الله

وزراء على الورق

المصطفى كنيت

الوزراء وزراء بعد أن يستقبلهم الملك، ويعينهم بناء على اقتراح من رئيس الحكومة.

غير أن لا أحد من "الوزراء" يريد أن يسقط اسمه من لائحة الحكومة المنتظرة، ولا أحد من المرشحين أو الطامعين لتحمّل الحقائب الحكومية، يريد أن لا يُنسى ذكر اسمه.

على الأقل يريدون أن يظلوا وزراء أو مرشحين للوزارة، في المواقع الإخبارية وعلى  صفحات الفايسبوك، سواء وقفوا عند أعتاب القصر الملكي، ودخلوا قاعة العرش، و وقفوا أمام الجالس على العرش، بعد المناداة عليهم كل واحد باسمه، حسب الترتيب البرتوكولي لأعضاء الحكومة، وأدى الجدد منهم القسم بين يدي الملك، أم لم ينالوا هذا الشرف ولم يحظوا بهذه الثقة.

البعض يريد أن يربح معركة (ما)، الأكيد أنها وهمية أو مرضية في المواقع، قبل أن يحظى بالثقة الملكية، و يتحمّل على كتفيه ثقل المسؤولية.

و هكذا أصبحنا بحمد الله نقرأ في كل صباح ومساء: " القيادي البارز في حزب ....باق في الحكومة... وهذا الوزير الذي تعرض لحملة تشهير... منذ تعيينه وزيرا وهو يحل المشاكل، بينما القطاع الذي يشرف عليه غارق في المشاكل من رأسه إلى أخمص قدميه.

كثير من الناس يكذب، وهو يعرف أنه يكذب، لكنه في الأخير يُصدق كذبته.

وعدد من الوزراء، يعتقدون، أن هذه أحسن وسيلة للاستمرار في الحكومة أو الوصول إلى حقيبة.

وبهذه الطريقة عيّن البعض وزراءَ جددا، وأعفوا قدامى، و وجدوا مواطئ قدم لآخرين في حكومة العثماني الثانية، وأصروا على إبقائها إصرارا غريبا، وكالوا لها من المدح والثناء الكثير والكثير... و زادوها من القطاعات ما تنوء بالعصبة أولي القوة.

ولا نظن سوءا بهؤلاء ولا بهؤلاء، لكن نلتمس لهم الأعذار، وندعو لهم بالشفاء، من هذه الأمراض والعلل والكائنات، التي تسربت لهذا الجسم الذي تتناوب عليه الأدواء ( جمع داء).