إن تعيين الحكومة الجديدة ليس هدفا بحد ذاته، ولا يحتل قيمته المركزية إلا من خلال كونه خطوة ضمن العديد من الخطوات، كان جلالة الملك محمد السادس قد أعلن عنها، خلال خطاب العرش بمناسبة الذكرى العشرون لتولي جلالته الملك، إذ سيكون تعيين الحكومة متبوعا بمجموعة من الخطوات الأخرى والمهمة، إذ سبق لجلالته أن أعطى التعليمات لرئيس الحكومة باقتراح وزراء ذوي كفاءة عالية، وهو ما تم اليوم مساء بالقصر الملكي، بالإضافة إلى اقتراح أطر وطنية تتميز بالتكوين الجيد يتم تعيينها على أساس الكفاءة والاستحقاق.

ومن باب الإنصاف أوضح جلالته أن هذا الأمر لا يعني أن الحكومة الحالية والمرافق العمومية، لا تتوفر على بعض الكفاءات. ولكن جلالته يريد تغييرات جذرية وتطعيما للحكومة والإدارة قصد مواجهة التحديات، التي يطرحها الدخول في نموذج تنموي جديد، هو قيد الإعداد حاليا، حيث كان جلالة الملك قد أعلن في وقت سابق وصول النموذج التنموي الحالي إلى مداه الأقصى وبالتالي ينبغي البحث عن نموذج جديد يجيب عن أسئلة المغاربة في السنوات المقبلة، أي على الأقل خلال عشرين سنة القادمة.

إذن من أجل توفير النجاح للمشروع الجديد لابد من تجديد آليات الاشتغال، ولا بد من توفير كفاءات جيدة بعقليات جديدة، تكون قادرة على الارتقاء بمستوى العمل، وذلك قصد الانتقال إلى المستويات التي يريدها المغاربة.