قضايا

العابرون لأرض الصحافة من محنة المهنة إلى نعيم الريع

عبد العزيز المنيعي

صدق الشاعر الكبير، محمود درويش حين قال "عابرون في كلام عابر"، والمجاز هنا يسقط على الذين "زطموا" بأقدامهم  مهنة الصحافة، ومروا إلى فضاءات أرحب، عابرين جسرا يؤدي إلى الجنة مباشرة، لغير المهنيين طبعا، اما الذين اكتووا بنار المهنة، وهم أهلها وعشيرتها وأبناؤها، لا يجدون منفذا اخر إلا البقاء في حضن الكلمة، و حتى ولو تسابقت الميكروفونات، فهم للكلمة اوفياء.
ما علينا، لنعد إلى الحظ الذي يصنع في كثير من الاحيان، بفعل تخطيط مسبق يرسم خارطة الوصول، ويضع بوصلة الإبحار في يم الحياة، لنعد إلى نموذج تحول من الصحافة إلى ريع الفوسفاط.
أحدث هذه الصيحات الباذخة، في عالم القفز بالمظلة، هي قفزة "عائشة أقلعي" من مديرة عامة لمجموعة " تيل كيل" إلى مكتب فخم وكرسي وثير بالمكتب الشريف للفوسفاط.
تلك قيمة أن تكون محاطا بملاعق من ذهب، وأن تكون نيتك "صافية" تجاه من يربتون على كتفك كلما أسأت أو أحسنت التصرف، فهما سيان في وجه "المرضي" الذي لا تخيب دعوة والديه، ولا تردها سماء الوظائف المريحة.
"الزميلة الصحافية" السابقة، عائشة أقلعي، التي غادرت بلاط صاحبة الجلالة، جاءها الخير من حيث تدري، فهي تخلت عن منصب مقابل منصب.
 والفرق بين منصب الصحافة، ومنصب الفوسفاط، أن الاول غدار يميل إلى زعزعة استقرار صاحبه، و الثاني وفي، يغدق على من تولاه كل وسائل الراحة و البدخ والإسترخاء على ضفاف شطآن الحلم وتحقيق الاماني، كلها وليس بعضها..
المدير التراب، احسن بإستعانته بمستشارة من أبناء مهنة المتاعب، لأنها لا زالت لم تتعب بعد، ولأنها كانت شاهدة على فترة إغلاق صحيفة "لوجورنال"، هي إذا كنز  كبير، وعقل حكيم، يجب أن يستشار في الشؤون المالية، وعليها أن تجني الملايين  نظير خدماتها التي ستكون حتما "جليلة" جدا.
المهنيون الذين أنهكهم القلم و الكلافيي، وأتعبتهم الاخبار، و التعليقات و المقالات، عليهم أن يطمئنوا... لا تبديل للحال فليس الكل عائشة..