على باب الله

مبدع يرقص رقصة " التانغو" الأخيرة

"لي عطاتو ايامو يشالي بكمامو"، و لقد أعطت الدنيا لمبدع الكثير و الكثير، و قرر أن يختم " سقوطه" السياسي، بعرس أسطوري... يكون مسك ختام عبد ضعيف إلى الله،  لم يربط حزام السلامة، و أختار الرقص بحزام محلول، كشف للناس ما في بطنه...

 

 ويقول المغاربة " ربي منين تيبغي يعذب النملة تيدير ليها جنحين".، ولقد أبدع مبدع في تربية الأجنحة، حتى كادت تصير مخالب، واسألوا أبناء قبيلة "بني عمير" إن كنتم لا تعلمون، واسألوا المستشارين الجماعيين، والموظفين في بلدية الفقيه بن صالح، بل حتى أبناء المدينة  المهاجرين للديار الإيطالية، ليحكوا لكم عن صعود "نجم"، غير أن "النجوم" ما تلبث أن تهوى وتسقط

و لقد ركب مبدع حافلة السفر السياسي، ليس " على جناح السلامة"...

و لا أظن أن ناخبا في الفقيه بنصالح سيصوت عليه في الاستحقاقات القادمة بعد أن مر من خرم الإبرة في الانتخابات الأخيرة... وكاد يجن بعد منتصف الليل، وظل يصرخ منتظرا، انتهاء عملية إحصاء الأصوات.

و لا يفهم المغاربة كيف انتقل مبدع من السباحة في المياه الضحلة لقنوات الري وأكل السفنج الى العشاءات الرمانسية، و لا كيف تعلم رقصة التانغو، و لا كيف راكم الملايير، ما جعل جريدة تتهمه بدفع 300 مليون ليصبح وزيرا، قبل ان تعتذر عن نشر الخبر مقابل طي الملف..

و كم كنت وقتها أود أن يملك مبدع الشحاعة و يتقدم بشكاية إلى القضاء عوض أن يكتفي بإذلال صحفي بالاعتذار أمام رؤوس الأشهاد.

كان ذلك قبل 5 أو 6 سنوات، حين تسلل مبدع إلى حكومة بنكيران الثانية متخفيا في جلد تمساح.

فتوقف بنكيران على الحديث عن التماسيح والعفاريت...

و ها هو  مبدع يحتفل مباشرة بعد تعديل حكومة العثماني، بزفاف ابنه، منفقا الملايير، التي تستطيع أن تكفف دموع كل فقراء الفقيه بنصالح، التي ظلوا يشمون روائح الشواء، التي غطت سماء المدينة، طيلة أربعة أيام، ويتفرجون على المواكب التي تعتبر الطريق في اتجاه قصر الذي ابتناه، وسماه بـ "النوالة"، ربما ليتذكر "أيام الزلط"...