تحليل

في ذكرى رحيل سي احمد الزيدي الخامسة

عبد الكبير المامون

لم أر مدينة تلبس الحداد و تبكي ابنها كما رأيت بوزنيقة تبكي الراحل سي أحمد الزيدي مساء ذلك الاحد الممطر الحزين التاسع من شهر نونبر من سنة  2014، ولم أرَ جنازة، بعد جنازتي سي عبد الرحيم بوعبيد و جلالة الملك الحسن الثاني، يحج إليها الطيف السياسي كله كما رأيت ذلك اليوم، الاثنين العاشر من شهر نونبر من سنة 2014 جنازة سي أحمد، ولا أعرف شخصا بكى من أجله الصغير والكبير والقريب والبعيد والفقير والغني كما حصل مع الراحل، لهذا فعشرات الآلاف من المواطنين الذين جاؤوا ذلك اليوم من كل مكان لوداع ابن الاتحاد البار... هؤلاء لم يخرجوا في جنازة، هؤلاء خرجوا في استفتاء تلقائي حول فكرة ومشروع وأخلاق وحزب وقيم دافع عنها الزيدي إلى آخر يوم في حياته.
حول القبر وقف رئيس الحكومة انذاك عبد الالاه بن كيران وعدد كبير من وزرائه ومستشاري الملك والمكلفين بمهام في الديوان الملكي ووزراء أولين سابقين وزعماء الأحزاب والصحافيين والنقابيين والفلاحين والشباب والنساء وجمعيات المجتمع المدني والعاطلين عن العمل والتلاميذ والأطفال وسكان جماعة الشراط " سيدي اخديم"، حيث لقي الزيدي ربه هناك… كل هؤلاء خرجوا دون إشعار ودون تعبئة ودون لوجستيك ودون إعلام ودون أن يطلب منهم أحد السير خلف النعش لإلقاء النظرة الأخيرة على ابن بوزنيقة البرلماني سي أحمد الزيدي،  هؤلاء خرجوا وفاء لرجل وللقيم التي كان يمثلها، خرجوا وفاء لرجل مارس السياسة بأخلاق.