تحليل

الملك محمد السادس يحدد الاولويات ويفتح أفق المملكة

عبد العزيز المنيعي

يواصل الملك محمد السادس، من خلال خطبه، رسم خارطة الطريق نحو تنمية شاملة ومستدامة، تستفيد منها كل مناطق المملكة دون إستثناء.
وكان خطاب الذكرى 44 لإنطلاق المسيرة الخضراء المظفرة، الذي وجهه الملك للأمة مساء الأربعاء، خطوة اخرى تنضاف إلى مسيرة التنمية في ذكرى مسيرة إستكمال الوحدة الترابية للمملكة.
ولم تكن دعوة الملك إلى التفكير بشكل جدي، في ربط مراكش بأكادير عن طريق السكة الحديدية، وتوسيعها إلى باقي الأقاليم الجنوبية، سوى خطوة إضافية على هذا الطريق الذي راكم فيه المغرب العديد من المنجزات مند تولي العاهل المغربي العرش، قبل عقدين من الزمن.
وكانت الإشارة إلى تحمل الجميع مسؤولية الحفاظ على الوحدة الترابية للمملكة، والنهوض بالتنمية، ومواصلة العمل على تعزيز العلاقات مع الدول الإفريقية، وربطها بتجديد الوفاء لروح قسم المسيرة الخضراء ولروح مبدعها المغفور له الملك الحسن الثاني. واضحة جدا، وتفيد معنى واحد وهو الموازنة بين العمل الداخلي والخارجي، وجعل المغرب قدوة على مسار تآلف الشعوب والدول حول التنمية والسلم والتقدم و رخاء الشعوب.
رسالة الملك محمد السادس، في خطاب المسيرة الخضراء، كانت موجهة إلى كل من يعنيه شأن الوطن، وشأن المحيط الإقليمي والقاري و الدولي. رسالة لا تحتمل التأويل، ولها تفسير واحد هو العمل بشكل وحدوي على الصعيد المغاربي والإفريقي، من اجل بلوغ الغايات، وتجاوز العقبات وتخطي التحديات التي أكد الملك أنها معقدة، لكنه في الوقت نفسه ربط تجاوزها بالإرادة، وتأسف على أن البعض لا يأخد ذلك بشكل جدي.
الخطاب الملكي، في الذكرى 44 للمسيرة الخضراء، جعل المغرب يعزز مكانته المغاربية والعربية والإفريقية، كرائد في السير على خطى التقدم و الإزدهار بعيدا عن الحسابات الضيقة، فالعدو المشترك كما قال الملك، "هو الجمود وضعف التنمية، التي تعاني منها شعوبنا الخمسة." والمغرب عازم "على جعل المغرب فاعلا أساسيا في بناء إفريقيا المستقبل."