قضايا

وزير بحجم الفضيحة ..

عبد العزيز المنيعي

دون انتظار طويل، وترقب للمزيد من الزمن الحكومي، سارع الوزير عبيابة إلى إثبات نفسه عن جدارة واستحقاق كأكبر خطاء عرفه تاريخ الحكومات المتعاقبة على تولي تدبير الشأن العام بالمغرب.
عبيابة جاء إلى الحكومة، وبالتحديد إلى وزارة الثقافة مع الأسف، ومعها الشباب والرياضة، حاملا معه غمدا من الاخطاء الفاضحة ليصيب في كل مرة المعاني و التعابير في مقتل.
مبادرة الوزير عبيابة تدخل في إطار الكشف عن الملكات الخاصة، والتي تخص الموهوب وحده دون بقية المجموعة، وملكته صنعت له مقعدا مريحا في الواجهة الأمامية لأكبر "الزالقين" والخطائين اللغويين والمحرفين للمعاني والأسماء.
كانت لحظة تسلمه لحقيبتيه، لحظة تدشين عهد "العفوية" والعبث في صياغة البلاغات، حين اختلط الحابل بالنابل في اول بلاغ له بخصوص تعيين في منصب مسؤولية داخل وزارة الثقافة.
السيد الوزير الذي كشف عن مواهبه الفذة، أنيق ووسيم ومكتمل النظرة، في صمته... لكنه حين يتكلم فكل شيء ينهار، يخلط شعبان برمضان، ويعجن أسماء رؤساء الدول الشقيقة، ويفر من أسئلة الصحافيين، ولا يطيق مواجهة البرلمانيين أيضا.
هذا الرجل خجول إلى درجة انه كان يفضل أن يبقى وزيرا في الظل، حتى لا تصيبه شمس المواجهة بالارتباك والتلعثم والبؤس التعبيري.
هذا الرجل فقير إلى اللغة وإلى حسن تدبر مصطلحاتها، وتفر منه الكلمات مثل الماء من بين الأصابع، لم يكفه إبراز مواهبه الكارثية داخل الوطن، بل سافر بها إلى الخارج، وبالتحديد إلى موريتانيا الشقيقة، وعجن إسم رئيسها، وذبح خروفا جديدا لأجل تسمية جديدة للرئيس ولد الغزواني الذي حوله بقدرة لسانه العجيب إلى ولد العزوزي.
تلك زلقة دولية، عابرة للحدود لا موقع لها لا في المكان و لا في الزمان، إلا شبيهتها في مشية رئيس الحكومة بعد المصافحة "التاريخية" مع بوتين.
سي عبيابة الذي عبأ مقدرته الهائلة على حوادث اللغة والتعبير، في طريق سياسي سيار حيث المركبات تسير بسرعة البرق و لا مجال للإنتظار "كرويلة" وزير الثقافة والشباب والرياضة. افتتح مهمته الوزارية على رأس الشباب والرياضة، بإعدام الألعاب الافريقية لذوي الاحتياجات الخاصة. حين شنقها امام الملأ ورمى بجريمته في ساحة الوزير السابق.
هذا جزء يسير لفترة قصيرة من توليه حقيبة الثقافة والشباب و الرياضة، جزء يسير يعد بالكثير في ما تبقى من ولايته، والبقية أطول بالقياس مع سرعة الزلات والأخطاء التي راكمها في هذه المدة القصيرة.
نحن اليوم امام لحظة استثنائية، نستحق من خلالها الدخول إلى سجل المكاشفات الكونية، لأن وزيرنا عبيابة لم يستطع إخفاء موهبته الكارثية... وتمكن من إضحاكنا وإبكائنا في الوقت نفسه، وهي لعمري سبق لم يتمكن أي وزير قبله ولن يتمكن اي وزير بعده من اللحاق به في هذا الدرب المليء بالفضائح..