قضايا

صرصار قديم بكاسكيطة جديدة

عبد العزيز المنيعي

إنهم مثل الصراصير، يخرجون فرادى من ثقوب الجدران،  وحفر الأرض، يحاولون سرقة الضوء بدل الزيت، ويواصلون التجوال في بيت الوطن.
بعد بالون " ثلاثي الراب" المعلوم، الذي حاول بعضهم أن يصنعوا منه قضية، خرج صرصار كبير، علاه غبار النسيان بعد أن أفرط في النوم في جحره النتن، وبعد أن راكم سجلا حافلا بالجرائم، مشهود له بالسبق في سلاطة اللسان والتعدي على حرمات الناس والسب و الشتم والنصب و الاحتيال وما جاور هذه "البليات" من كوارث خفية.
إنه الشهير جدا، في بورصة السقوط الحر للأخلاق، "مول الكاسكيطة" الذي كانت أخر إطلالة له عبر أبواق "البوز" الإلكتروني، بعد أن غادر أسوار السجن بتهمة الخيانة الزوجية وأشياء اخرى.
هذا الكائن الرديء الذي يشبه زمنه وزمن "الكناوي وولد الكرية ولزعر"، أراد أن يصعد إلى سماء النقاء وأن يمسح ما سبق من مصائب تورط فيها، وأن يستعمل ممسحة كبيرة يمحو بها عثرات حياته المشوهة.
ولأنه عليل التفكير، ولا يجيد سوى "المعيور والسبان"، ولا يفقه إلا في لغة النصب و الاحتيال، فقد نصب شباكه، مرة اخرى، على جمعية محترمة، جمعية الشباب الملكي، وشكرها دون أن يخجل على انضمامه إليها... كما لو كان قد نال العضوية، وتمت الموافقة على انتسابه للشباب الشرفاء الذين لم تلطخ أيديهم بعرق النساء اللواتي كن ضحايا لهذا المدعو "مول الكاسكيطة".
هذا الصرصار  ظن أن زمنه ما زال قائما، وأنه سيتمكن من خداع الرأي العام، وبقي يشكر ويمدح ويتصنع الفرحة و"التوبة" ويعد بالكثير.
الحيلة انتهت بفضيحة، فكل رواد مواقع التواصل الإجتماعي "عاقو" به، وكشفوا لعبته ليفر مرة أخرى إلى جحره ليختبئ من اللعنات.
و مع توالي مثل هذه الهبات "الصرصورية"، يلزمنا الكثير من مبيدات الحشرات، كما يلزمنا معرفة أننا في مواجهة بعض الناس الذين لا يستطيعون كسب قوتهم بما تيسر من جهد وعمل وشقاء وبحث، إنهم لا يريدون إلا النوم في عسل النسيان وأكل الغلة وسب الملة.
مثل "مول الكاسكيطة"، لا يصح معه إلا النبذ والبصق، وأن نستعيد بالله من شياطين الإنس الذين يريدون استغفال ملائكة الأرض من شرفاء الوطن..