قضايا

باسم الشعب

عبدالعزيز المعداني

يشكل الثلاثي لكناوي و ولد الكرنية و لزعر نموذجا فاشلا لـ " الراب" كموجة غنائية، تفتقر لأبسط المقومات الفنية... سعوا إلى الانزياح، عن قصد، على المضمون الردى لهذا الغناء،  إلى نموذج أكثر رداءة، و تعمدوا الإساءة إلى الأشخاص و المؤسسات.

و لا يعكس " الطوندوس" نجاحا للأغنية بقدر  ما يفضح انهيارا  في الذوق لفئات اجتماعية، أفسد حسها الفني انتشار غناء سوقي، ساهمت في ازدهاره وسائط التواصل الاجتماعي، التي أصبحت مجالا خصبا لنشر القبح.

إنه نوع من "الضسارة"، التي لا تقيم وزنا لا للأخلاق و لا للدين و لا للقيم.

و بعيدا عن المزايدات، فإن المسمى الكناوي، نشر فيديو سابق عن الأغنية، يزعم البعض أنه اعتقل بسببها، هي أغنية " عاش الشعب"، هاجم فيه رجال الشرطة بالسب والشتم، و وصف فيه الزوجات والأمهات بالعاهرات، وهو واقع لم تستطع حتى منظمة العفو الدولية نكرانه إذ اعتبرت في بيان لها أن المغني المعتقل "ربما قد استخدم لغة مسيئة" للإشارة إلى الشرطة، وهي تعلم أنها مسيئة بالفعل، وأن الإساءة للأشخاص والمؤسسات لا تدخل في نطاق حرية التعبير، كما تتوهم منظمة العفو الدولية.

لقد اكتنف مفهوم "الشعب" الكثير من الغموض، و الكل يريد استعماله والركوب عليه، و باسمه ترتكب الحماقات، رغم أن الشعب يعبر عن نفسه من خلال مسار ديمقراطي أي من خلال مؤسسات اختارها بالانتخابات.

من أعطى لهؤلاء إذا صلاحية أن ينصبوا أنفسهم ناطقين باسمه؟

إن الكلمات القذرة التي استعملها هؤلاء لا تعكس نبض الشعب، لأن الشعب ليس مجرد حشايشة وتجار مخدرات، بل الشعب الحقيقي أساتذة و موظفون وأطباء والمحامون ومهندسون و رجال أمن و فلاحة وصناع تقليديون و بحارة وتجار ... وهم الأغلبية الساحقة.

ولا أحد من كل هؤلاء فوض لهذا الثلاثي النطق باسمه.