تحليل

لحشايشي

سعد كمال

دفع الفضول الآلاف من المغاربة إلى مشاهدة فيديو كليب "عاش الشعب"، ليس لقيمته الفنية، وإنما للضجيج الذي صاحبه، بعد أن ادعى محترفو الافتراء أن صاحبها الكناوي تم توقيفه بسبب كلماتها الوقحة، علما أنه اعتقاله تم نتيجة نشره شريط فيديو كال فيه كل أنواع الشتيمة لرجال الأمن.

و قد عبّر أغلب الذين تابعوا مقاطع "الأغنية" عن أسفهم الشديد لهذا المستوى المنحط، الذي تعكسه كلمة ولحنا، وأغلبهم توقف من دون أن ينهي مشاهدتها.

ذلك أن الأغنية لا قيمة لها من الناحية الفنية، و  كلماتها تند عن مستوى صاحبها أو أصحابها، وتعكس التربية التي نشأ فيها محترفو الإجرام، التي تمتلئ سجلاتهم بالمخلفات والجنح والجرائم، و الندوب الموشومة على وجوههم خير دليل على ذلك.

إن الأمر في الواقع لا يتعلق بحرية التعبير، بقدر ما هو خروج على الذوق العام، ومس بالثوابت الأمة، وسعي لتحقيق شهرة كاذبة على حساب قيم المجتمع.

إنها إحدى تجليات العبث، في أرذل صوره، والسماح باستمراره، لا يجوز، لأنه سيشجع على انتشار الوهم، وما علينا إلا أن نعمل بالمثل الشعبي القائل: " حيد هبرة يبرا ميضعها".

لذلك فإن المكان المناسب للكناوي و و لد الكرية ولزعر هو السجن، لأنهم اقترفوا جريمة في حق الشعب، ويصرون على مواصلة اقترافها، مع سبق الإصرار والترصد.

ولعل أكبر دليل على ذلك هو بث أغنية جديدة للكناوي، الذي يقبع داخل السجن، تحت عنوان: " حشايشي"، وهو الوصف الذي ينطق على هؤلاء، و الحالة هذه على المجتمع أن يتجند لحماية نفسه حتى لا يصبح لقمة صائغة في أفواه الحشاشين.