رأي

عبد المجيد مومر الزيراي: مُعَادَلةُ الإِغْتِرَابِ .. حَلِّلْ وَ نَاقِشْ !

 

Traduire le message
Désactiver pour : sindhi
1-  فِطْرَةُ المِيلاَدِ 
لَوْنُ الخُدُودِ أَحْمَرٌ ،
الحُمرَةُ شُعْلَةُ الحَيَاءِ،
الحَيَاءُ أُسْلُوبُ حَيَاةٍ ،
وَ زِينَةُ الرَّجُلِ نَيْلُ المُرَادِ ..
فَوْقَ الشِّفَاهِ بِسَاطُ القُبْلَةِ،
ثَغْرُ الحَبِيبَةِ طَاهِرٌ جَذَّابٌ،
يَقُولُ الجُلَّ فِي جُمْلَةٍ:
أَرَاكَ حَرِيصًا وَ الهَوَى لَعَّابٌ ؟،
لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ !
وَقَانَا اللهُ شَرَّ الإِعْتِدَادِ..
حَبِيبَتِي :
البُعْدُ نَارٌ !
يَا نُورَ العُيُونِ،
بَوْحُ الرُّمُوشِ 
مِنْ بَاطِنِ الجُفُونِ،
عِنْدِ الفَتْحِ :
وَجْدُ السَّاكِنِ بِالمَسْكُونِ،
عِنْدَ الغَلْقِ :
إِسْدَالُ السِّتَارِ و جَذْبَةُ السَّوًادِ .. 
أَظُنُّ الأَنَامِلَ عِنْدَ اللَّمْسِ نَاعِمَةٌ،
قَلْبٌ عَاشِقٌ وَ السَّرَائِرُ نَاقِمَةٌ،
أَظُنَّ الأَيَّامَ بِالمُكَاشَفَةِ قَادِمَةٌ،
تَبَاشِيرُ السُّكْرِ صَفْحَةٌ بَيْضَاءٌ !
طَهَارَةُ الحُبِّ فِطْرَةُ المِيلاَدِ.. 
عُسْرُ الدَّهْرِ وَ يُسْرُ الصَّائِمِ،
سُورَةُ النَّاسِ وَ سُرُورُ القَائِمِ ،
سِيرَةُ الفَرَحِ فَهَذِهِ لَيْلَتِي!
كَمْ طَالَتْ مَسِيرَةُ الإِسْتِعْدَادِ؟..
يَا حُبُّ لاَ  حَرَجَ مِنْ فَقْرِي،
بَرَاءَةٌ! فَالفَقْرُ لَيْسَ كَالذَّنْبِ ،
زِلْزَالٌ دَكَّ أَرْكَانَ جُحْرِي، 
سَفِيهٌ وَالتَّبْدِيرُ رَفِيقُ الدَّرْبِ،
الغَوْثُ .. الغَوْثُ !
هَزَّاتُ الدَّهْرِ مُسْتَمِرَّةٌ فِي  الإِرْتِدَادِ .. 
حَبِيبَتِي :
أَنْتِ وَأَنَا وَ بَلْسَمُ الحُبِّ،
ضَعِي خَدَّكِ عَلَى جُرْحِ قَلْبِي،
ضَمَّادُ السَّكِينَةِ 
فَوْقَ الألَمِ الصَّعْبِ،
حَدِيثٌ بَيْنَنَا وَ الشِّعْرُ نَخْبِي،
نَامِي .. يَا غَرَامِي .. نَامِي!
سَأرْوِي لَكِ أُسْطُورَةَ التَّحَدي،
الهِجْرَةُ الآتِيَّةُ وَ إِكْسِيرُ المِدَادِ ..
2-  أُسْطُورَةُ التَّحَدِّي ..
أَمَامَ الأَسْوَارِ العَالِيَّةِ .. 
أَحْمِلُ زَوْجَ الحِبَالِ العَادِيَّةِ .. 
هِوَايَتِي التَّسَلُّقُ ، 
رِوَايَتِي التَّحَدِّي،
إِنْطَلَقَ العَدَّادُ وَ زَمَنِي مُحَاصَرٌ!
بِالسَّاعَةِ وَ الدَّقِيقِةِ،
وَ عِدَّة أَجْزَاءٍ مِنْ أَعْشَارِ الثَّانِيَّةِ ..
تَبًّا ..تَبًّا ؛
هَزَائِمٌ بِالضَّرَباتِ القَاضِيَّةِ،
الجَرِيمَةُ وَ العِقَابُ !
أَحْدَاثُ النِّهَايَّةِ القَاسِيَّةِ،
رَمِيتُ أُولَى حِبَالِي ، 
كَانَ الحَبْلُ خَيَالِي ،  
تَوَهَّمْتُ وَاقِعًا مُخْمَلِيًّا !
إِسْتَفَقْتُ ثَمِلاً !
إِذَا بِي غِرُّ السَّقْطَةِ الحَالِيَّةِ..
 
إِسْتَعْمَلْتُ الحَبْلَ الثَّانِي ،
صَدْمَةٌ وَ رُعْبٌ !
كَفَرَ الأَمَلُ بِجَمِيعِ الأَمَانِي، 
إِنْبَطَحْتُ أَرْضًا !
نَكْسَةُ المُحَاوَلاَتِ المُتَوَالِيَّةِ .. 
إِسْتَشَطْتُ غَضَبًا ، 
أَلْقَيْتُ اللَّوْمَ عَلَى الاَخَرِ،
ضَرَبْتُ الأَرْضَ ضَرْبًا، 
تَذَكَّرْتُ نَفْسِي وَ عَقْلهَا الآمِرِ،
إِسْتَوْعَبْتُ عَيْبَ الحِبَالِ البَالِيَّةِ ..
أَمَامَ الأَسْوارِ العَالِيَّةِ،
غَيَّرْتُ زَوَجَ الحِبَالِ العَادِيَّةِ، 
جَدَّدْتُ الأَمَلَ فِي الرَّجَاءِ، 
هَبَّتْ إِشْرَاقَةُ النُّصْحِ
مَنْ هَذَا الصَّوْبِ !
و الإِلْهَامُ مَدَدٌ مِنْ تِلْكَ النًّاحِيَّةِ ..
لاَ تَتَسَلَقْ إِرْتِفَاعًا يَا هَذَا ،
طُولُ الأَسْوَارِ مَحْدُودٌ!
إِجْمَعْ حِبَالَكَ يَا هَذَا ، 
تَيَّارُ النَّهْرِ مَوْجُودٌ !
فَأرْكُضْ إِلَيْهِ يَا هَذَا ، 
لاَ حَوْلَ وَ لاَ قُوَّةَ لِلأَسْوَارِ !
تْسُونَامِي الطَّاقَةِ المَائِيَّةِ ..
لاَ تَيْأَسْ يَا هَذَا ، 
النَّهْرُ عِشْقٌ !
العِشْقُ مَوْصُولُ بِالبَحْرِ، 
البَحْرُ صِدْقُ !
الصِّدْقُ بَيْنَ المَدِّ وَ الجَزْرِ، 
تَدَلُّلُ القَمَرِ وَ تَذَلُّلُ الإِنْسَانِيَّةِ ..
عمْتُ سَابِحًا مَعَ التَّيَّارِ، 
وَحِيدًا أُعَانَقُ بَقَايَا الأَشْجَارِ، 
يَا اللهُ .. يَا اللهُ
خُضْرَةُ السَّلاَمِ عَلَى الضِّفَافِ، 
مَا شَاءَ اللهُ !
خَيَالُ الحَبِيبَةِ فِي الهِجْرَةِ الآتِيَّةِ ..
3- الهِجْرَةُ الآتِيَّةُ !
حَبِيبَتِي :
كَمْ أَنَا صَغِيرٌ؟!
لِمَ الهَمُّ وَ الغَمُّ؟
ضَغْطُ القَلَقِ كَبيرٌ!
كَمْ سَيَمْضِي مِنَ العُمرِ؟!
أَنَا أُرِيدُ إِسْتِبَاقَ التَّغْيِيرِ ..
حَبِيبَتِي :
لَهُمْ .. هُنالِكَ !
تَرَاءَى سَرَابُ مَاءٍ،
وَ إِلَيْنَا .. هُنَا !
إِعْلاَنُ هِجْرَةٍ جَدِيدةٍ!
تَزَاحَمَ الحَالِمُونَ، 
الأَغْنِياءُ إِشْتَروا تَذَاكِرَهمْ، 
الفُقَرَاءُ مَمْنُوعُونَ !
مِنْ مُغَادَرَةِ أَرْضِ التَّقْصِيرِ.. 
مُخَطَّطُ إِعْمَارِ المَرِّيخِ، 
إِنَّ المَرِّيخَ دَوْلَةُ الهِجْرَةِ، 
التَّضَارِيسُ الحَمْرَاءُ أُسْتُصْلِحَتْ، 
مِيَّاهُ الحَيَاةِ بِغَزَارَةٍ تَدَفَّقَتْ، 
هِي دَوْلَةُ مَا بَعْدَ الأَرْضِ، 
هَنِيئًا لَكُمْ بِهَذَا النُّزُوحِ المُثِيرِ .. 
هُنَا دَوْلةُ الأَرْضِ !
حِيرَةٌ بِالطُّولِ وَ العَرْضِ، 
يَا لَسَذَاجَتِي ، 
إِعْتَقَدْتُ أَنَّ حُكُومَةَ الأَرْضِ
سَيَقُودُهَا الفُقَرَاءُ، 
قُلْتُ: إِنْتَهَى الصِّرَاعُ،
رَبَّاهُ ..
إِنَّمَا الهِجْرَةُ جَرِيمَةُ فِرارٍ، 
كَوْكَبُ الأَرْضِ!
قَرِيبٌ مِنْ سَاعَةِ التَّدْمِيرِ..
حَبِيبَتِي :
هَذَا ثُقْبٌ فِي الأُوزُونِ، 
أَدْغَالُ الأُوكْسِجِينِ تَخْتَنِقُ، 
إِيقَاعُ التَّلَوُّثِ المَوْزُونِ،
القُطُبُ المُتَجَمِّدُ يَسِيلُ
وَيْلٌ مِنْ طُوفَانِ المَجْنُونِ !
وَيْلٌ مِنْ رُؤُوسِ الإِنْفِجَارِ الكَبِيرِ ..
رَأْسُ المَالِ 
وَ المَكْسَبُ أَيْضًا يُغَادِرُ،
قَبْضُ العِلْمِ !
حَتَّى العَالِمُ سَيُهَاجِرُ،
الحَضَارَةُ بَدَّلَتْ مُسْتَقَرَّهَا !
المَرِّيخُ مُنَاخٌ جَدِيدٌ،
لَهُمْ .. هُنَالِكَ
نِظَامٌ عَالَمِيٌّ جَدِيدٌ،
إِلَيْنَا .. هُنَا 
تَرِكَةُ التَّلَوُّثِ !
خَوَاءُ الكَوْكَبِ وَ حِيرَةُ الفَقِيرِ ..
أَيْنَ رَحَلُوا عَنَّا ؟!
نَحْنُ إِعْتَدْنَا الأَدَاءَ 
قَبْلَ وَ بَعْدَ الإِحْتِجَاجِ ،
أَلِفْنَا خِطَابَ المَظْلُومِيَّةِ
وَ إِتِّهَامَهُمْ بِالفَسَادِ وَ الإِعْوِجَاجِ ..
فَسَلاَمُ أَيُّهَا المُهَاجِرُونَ؛
سَلاَمٌ أَيُّهَا المَاكِثُونَ الحَائِرُونَ؛ 
يَسْتَمِرُّ الخِلاَفُ وَ إِخْتِلاَفُ التَّسْيِّيرِ.. 
سِيَّاسَةٌ وَ إِقْتِصَادٌ وَ إِنْقِرَاضُ الضَّمِيرِ..
حَبِيبَتِي :
إسْتَيْقَظْتُ بَعْدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ! 
وَجْبَةُ الفُطُور غَيْرُ دَسِمَةٍ، 
كُوبُ شَايٍّ دُونَ سُكَّرٍ، 
قِطْعَةُ جُبْنٍ وَ زَيْتُ الزَيْتُونِ،
خَمْسُونَ غْرَامًا مِنْ الخُبْزِ،
لاَ جَرَائد وَ لاَ عَصِير اللَّيْمُونِ،
الحَمْدُ للهِ .. الحَمْدُ للهِ !
أَنَا الكَائِنُ المَجْذُوبُ
نَحْوَ صِلْصَالِ الأَرْضِ،
أَشْهَدُ أَنَّ المَرِّيخَ 
يَنتَظِرُهُ نَفْسُ المَصِيرِ ..
4-   إِكْسِيرُ المِدَادِ
أُحِبُّ القَلَمَ فِي مَحَلِّ التَّعَلُّمِ،
أُحِبُّ مُطَالَعَةَ تَارِيخِ التَّقَدُّمِ،
أَسْعَى نَحْوَ الإِتْقَانِ بِإِحْسَانٍ،
وَ تَعَلَّقَ عَقْلِي بِحُسْنِ الإِكْتِسَابِ ..
أُحِبُّ وَطَنِي !
لَسْتُ أُبَالِي بِالتَّأَلُّمِ،
الأَلَمُ أُشَابَةُ المَحْلُولِ،
المَعْلُومُ  كَالمَجْهُولِ !
حَلِّلْ وَ نَاقِشْ مُعَادَلةَ الإِغْتِرَابِ .. 
أَقْصِدُ فِي المَشْيِّ
فَوْقَ بُحُورِ القَصِيدَةِ !
إِنِّي أَمْشِي .. إِنِّي أَمْشِي،
أَوْزَانُ العَرُوضِ الجَدِيدَةِ !
المَاءُ إِكْسِيرُ المِدَادِ، 
اليَابِسَةُ صَفْحَةٌ
عَلَى هَوَامِشِ الكِتَابِ ..
أَرْكُضُ نَحْوَ مُرَادِفَاتِ الحَقِيقَةِ،
تَكْبِيرُ الأَرْدَافِ وَ فَتْحُ بَخْتِ الرَّقِيقَةِ،
تَبْييضُ الأَسْنَانِ وَ سَوَادُ كُنْهِ السَّلِيقَةِ،
ذَكَاءٌ إِصْطِنَاعِيٌّ وَ الغَبَاءُ طَبِيعِي ؟!
أَنَا الجَاهِلُ !
تَعَابِيرُ الدَّهْشَةِ وَ قَهْقَهَاتُ الإِسْتِغْرَابِ ..
سَأَتَوَقَّفُ عَنِ اللَّهْثِ ! 
النَّفْسُ اللَّوَّامَةُ فِي بَرْزَخِ الإِسْتِرَاحَةِ،
الرَّاحَةُ تَوَقُّفٌ عَنْ سُوءِ الظَّنِّ،
أَنَا مَالِي وَ تَمَظْهُرَاتِ الإِرْتِيابِ ؟! ..
أَنْطَلِقُ مِنْ جَدِيدٍ،
اُحِبُّ .. وَ أَمْشِي،
أُهَرْوِلُ .. أُهَرْوِلُ!
أَرْكُضُ بِلاَ تَوَقُّفٍ،
سَبَقَ البَسْطُ فِي شَرْح الأَسْبَابِ ..
يَا أَيُّتَهَا الغَالِيَّةُ :
هَذَا " الهَيْتُ" مِنْ أَفْعَالِي
وَ الحَالُ بالنَّعْتِ مَوْزُونٌ،
أَذْوَاقُ الحَيَاةِ تَجَارِبٌ!
دَوَامُ السُّرُورِ لَيْسَ مَضْمُونٌ،
شَغَفُ الدُّنْيَّا 
حَوَادِثٌ بِلاَ تَأَمِينٍ !
مِكَرٍّ .. مِفَرٍّ،*
مُقْبِلٍ .. مُدْبِرٍ،*
فَلاَ تَفْرِيطَ فِي الحُبِّ، 
وَ لاَ إِفْرَاطَ فِي الإِسْتِحْبَابِ..
** : يقول امرؤ القيس في مُعلَّقَتِه:
مِكرٍّ مِفَرٍّ مُقبِلٍ مُدْبِرٍ معًا 
كَجُلمودِ صَخْرٍ حَطّهُ السَّيْلُ مِنْ عَلٍ.
عبد المجيد مومر الزيراوي
شاعر و كاتب رأي