رأي

محمد بطاش: تدبير مخاطر الاندماج تبدأ بتأسيس الثقة بين المكونات ووضع خارطة طريق واضحة المعالم

في ظل التدبدب الذي تعرفه عملية اندماج مكونات فديرالية اليسار، فإن المسار سيكون طويلا وشاقا امام تنظيمات الفيدرالية الثلاثة لبلورة اطار تقدمي مجتمعي بمشروع يلعب دورا متميزا واساسيا في الساحة السياسية على اعتباره نقطة أمل وضوء التي يراهن عليها أغلب المجتمع المغربي والديمقراطيون الحداثيون خاصة في ظل الأوضاع الحالية التي تزداد تأزما يوما عن يوم وكذلك التوازن الاجتماعي والسياسي الذي سيحدثه مع ميزان القوى المحافظة والإدارية فإنه سيمتد على المستوى المتوسط وليس القريب نتيجة لمجموعة من العوامل النفسية التي لا زالت تعيق تجاوز حدود التفكير المغلق والانفتاح اكثر على الآخر والارتباط الوثيق مع التنظيم الذي يعتبر الرحم الذي أنجب واحتضن مناضليه لا يمكن التفريط فيه بسهولة كما أن الغموض الذي لا زال يكتنف مسألة الاندماج وطريقة تموقع نخبة الاحزاب الثلاثة وكيفية تدبير محطة الاندماج تجد لها مبررا على تأخير العملية إلى حين آخر بدعوى لم تنضج الشروط الموضوعية والذاتية لذلك فإن بعض الافكار التى تراها جهة بالنسبة للجهة الأخرى سلسة ومتطبعة مع الإدارة ستخلق صعوبة في إيجاد ايقاع منسجم واحد ، والتخوف من صعوبة الوضع مستقبلا بفقدان ما تبقى من المصداقية في المشروع والتنظيم نظرا للتجارب الذي عرفتها أحزاب أخرى و ما أصابها من وهن و أفول وبالتالي ستطرح مسألة التيارات داخل الفيدرالية والتي ستجعلها تسير بثلاث رؤوس مما يعسر عملها حول إيجاد المخارج والتوافقات حول القضايا التي ستطرح نتيجة تكبيل التفكير بالتنظيم اكثر من الفيدرالية مما سيجعل إطارها أحيانا شكليا لا يستطيع الايفاء بالغرض المنشود منه.
إن تدبير مخاطر الاندماج تبدأ بتأسيس الثقة بين المكونات ووضع خارطة طريق واضحة المعالم تحدد فيها الأولويات النضالية والسياسية وطرح كل خفايا الاختلاف التنظيمية والسياسية والعلاقة بين إدارة الدولة ومؤسساتها ومفهوم النضال الديمقراطي كآلية للاندماج الفعلي في تدبير الشأن العام وتذويبها في اطار مواقف مشتركة تعتبر أسس الإنطلاق و تعبيد الطريق لتنظيم قوي قادر على تحدي الوضع القلق لليسار وللمجتمع وحشد الدعم اللازم لمواصلة التغيير والإصلاح.