رأي

عبد الإله الجوهري: صديقي الناقد ومهرجان مراكش السينمائي

صديقي الناقد، أتفهم مرارة أن لا تكون مدعوا على غرار السنوات الماضية، وأتفهم غضبك على منظمي المهرجان، وسخطك عليهم وعلى من يشتغل معهم عربا كانوا أم غربيين، لكن لا أتفهم يا عزيزي، نشر الأكاذيب والمغالطات عن دورة سينمائية جد ناجحة، على الأقل من جهة التنظيم وعدد النجوم والضيوف وحجم التغطية الإعلامية العالمية للحدث، كما لا أستسيغ ان تجعل من اللغة العربية حصان طروادة للهجوم على المهرجان، علما ان هذه الدورة حضرت العربية كلغة أولى في تقديم كل الحفلات وعروض الأفلام، من خلال الرائعتين نبيلة الكيلاني وسناء فاضل، بل وحتى الحوارات والدروس التي ألقاها النجوم بلغات أجنبية، كانت الترجمة الفورية بالعربية حاضرة تنقل ما يدور كلمة كلمة وجملة جملة بما يتلاءم وعدم معرفتك باللغات الأجنبية..
أن تكون يا عزيزي صديقا لمهرجانات خارج أرض الوطن ويدعونك أصحابها ومنظميها كضيف معزز مكرم، لا يعطيك حق الطعن في مهرجان بلدك، اوالسماح لمن هم أبعد من المريخ أن ينبزوا من خلال قناتك في نشاط نعتز به كمحطة مهمة للصناعة السينمائية في بلدنا، بل وان تسمح لأحدهم ان يقوم بمحاولة يائسة لخلط السينمائي بالسياسي والضرب من تحت الحزام في حق ملك البلاد الذي لا علاقة له بهذه التظاهرة، وإن كان يوليها عنايته الخاصة، لأن ذلك ضرب من العبث وقلة الفهم والذوق. وإلا قل لي يا صديقي الناقد،  من من المهرجانات  العربية أو الإفريقية كان سببا في مجيء العديد من المشاريع الفيلمية للتصوير في بلد مهرجان من ه٨ذه المهرجانات، يكفينا فخرا أن في هذه اللحظة التي نتحاور فيها تصور أكثر من عشرة أفلام عالمية بتوقيع لسادة الإخراج العالمي يتقدمهم الكبير تيرنس مالك، أغلبهم اكتشفوا المغرب بفضل هذه التظاهرة الوازنة.
صحيح أن هناك ملاحظات حول البرمجة وحجم حضور الفيلم المغربي وصناعه، ومستوى بعض الأفلام (سأعود لها في قراءة خاصة)، لكنها ملاحظات يجب إثارتها من داخل المهرجان، وليس من هناك في البعيد، حيث تمد دون وعي قنطرة من خشب منخور، يمر عليها من لا شغل لهم غير مراقبتنا، ومحاولة تقديم وتشويه كل ما نقوم به في وطننا العزيز، الذي نفتخر به وبمبدعيه، لأنهم يعلمون أننا سائرون بثبات نحو المراتب المتقدمة الرائدة، نعم سائرون رغم أنف الواقع والتاريخ والقلوب الميتة الباردة، ووجود أصحاب النيات السيئة المأفونة.
لو كنت يا صاحبي خلال الدورات الماضية، عندما كنت تحضر معززا مكرما، قد انتقدت وعبرت عن السخط مما يجري ويدور بهذا الشكل الذي تقوم به اليوم، لتفهمت غضبك أكثر وأكثر وتضامنت معك تضامنا مطلقا دون قيد أو شرط، لكن أن تاتي اليوم وتقصفنا بالرذاذ المتطاير في الهواء، من خلال كتابات تستمد معانيها من الخواء، وتحاول أن ترمي المهرجان بالطوب والحجارة عن بعد، وانت تعلم، والكل يعلم، انك لن تصيب الهدف لبعد المسافة، فذلك جنون ما بعده جنون، الخذلان للذات والوطن. لهذا نتمنى لك الهداية النقدية السينمائية الجادة، وعودة الوعي الخلاق والوطنية الصادقة، كما نتمنى لكل من يؤشر على كلامك ويؤازرك نكاية فينا وفي انطلاقتنا السينمائية، من الزملاء المغاربة والعرب(يا عرب)، الصبر والسلوان...
نهاية الكلام، لقد قضي الأمر الذي فيه تستفتون،  فقولوا للمغرب والمغاربة، بالفم المليان، سلاما سلاما.