على باب الله

احضي لسانك

المصطفى كنيت

عزيز أخنوش ليس في حاجة إلى من يدافع عليه، فهو يمتلك من "الرشد" ما جعله يتحمّل المسؤولية الكاملة في ما يصدر عنه من أقوال وأفعال.

و ما يصدر عنه، ناتج عن ضغط إعادة بناء حزب يريد أن يتصدر المشهد السياسي في 2021، ويجتهد من أجل تسويق صورته في الداخل والخارج.

عزيز أخنوش ليس بحاجة إلى من يدافع عليه، فهو غني بماله، و وضعه الاعتباري، كزعيم حزب، و " سوبر" وزير، يتجاوز عمره الحكومي العقد من الزمن.

لكن الأكيد أن أخنوش بحاجة إلى من ينصحه، و أن يلجم كل هذا اندفاع الأبله، الذي جعله ضحية لسانه.

و حتى عندما يتعلق الأمر بالإخلال بالاحترام الواجب للمؤسسات، فإن الحماس الزائد، ليس مبررا لإعلان حاجة المغاربة إلى من يربيهم، مادام القضاء يتكلف بمعاقبة الجانحين في إطار دولة الحق والقانون.

لذلك لا غرابة أن يتعرض أخنوش لكل هذه الانتقادات، التي تجعله مرة أخرى في قلب العاصفة، وأن تضربه الأعاصير من كل أطياف الرأي العام، الذين أحسوا بالإهانة والاحتقار في كلام زعيم يعد نفسه برئاسة حكومة 2121.

وكما يقول المغاربة: "جابها في راسو"، لأنه يفتقر إلى مهارة اللسان، وينقصه فن الخطابة.

 والظاهر أن الذين يحيطون به فشلوا في تقويم النطق لديه، قبل واقعة الطليان و قبلها وبعدها...

وننصح السيد أخنوش، والحالة هذه، بالاستمتاع بالعيطة المرساوية، التي تقول في إحدى حباتها " احضي لسانك لا تجرحني به"، ويبدو أن لسان أخنوش ليس حادا كمدية، بل رخو كالعجائن الإيطالية، ولن يُلحق الأذى إلا بنفسه.

لقد راكم أخنوش الكثير من الأخطاء، فخلف الهدوء الظاهر، ثمة غرور زائد، بل مبالغ فيه، وهو ما يجعله عاجزا عن رؤية كل هفواته التي لا يراها حتى "الكوتش" ومستشارو الاتصال، والأقلام، المحيطون به.

فلا أحد من هؤلاء، تجرأ ليقول لأخنوش إن السياسة هي القيام بأمر من أمور الناس بما يصلحه.