قضايا

أعترف أنني انهزمت نفسيا امام الاعتداءات الجنسية على الأطفال

أمينة ماء العينين

أعترف أنني أنهزم نفسيا أمام حوادث الاعتداءات الجنسية على الأطفال، وأشعر أن قوتي تخونني لدرجة الدوار والغثيان.
شاركت في برامج متعددة حول الموضوع مع جمعيات جادة ومناضلين ملتزمين، وكانت الأهداف متعددة للتصدي لظاهرة مؤلمة اصبحت تمتد وتزداد انتشارا لتحيل حياتنا جحيما من فرط الخوف على أطفال المغرب من اعتداءات يصعب محو آثارها النفسية في ظل هشاشة واقع الطب النفسي والمصاحبة النفسية في بلدنا.
على المستوى القانوني أثمر الترافع تعديلات مهمة على مستوى مشروع القانون الجنائي الذي رفع من العقوبات ضد الذئاب اللابشرية كما أعاد تكييف بعض الجرائم التي كانت تصنف في هذا الباب كجنح الى جنايات وقد شاركت في جلسات عمل بخصوصها رفقة جمعيات مع مدير الشؤون الجنائية وأطر المديرية، ولازلنا نطمح الى المزيد من التدقيق ونحن في مرحلة صياغة تعديلات البرلمان كما نطمح الى إدخال التعديلات اللازمة على المسطرة الجنائية أيضا خاصة ما يتعلق بخصوصية الاستماع الى الأطفال ضحايا الاعتداءات الجنسية أمام الشرطة وأمام النيابة العامة وكذا أمام المحكمة.
على المستوى التوعوي يجب بذل المزيد من الجهود، وهنا أتذكر أننا نظمنا في إطار جمعية "إنصاف" التي أسستها وكنت أترأسها، حملة للتحسيس بمخاطر التحرش الجنسي ضد الفتيات داخل المدارس، والملاحظة الرئيسية التي سجلناها هي الحاجة الكبيرة للتواصل بخصوص الموضوع في ظل ثقافة "الطابو" حيث لا حوار لا في البيت ولا في المدرسة حول الموضوع بسبب منطق"حشومة" و ""تشجيع قلة الحيا"، مما يكرس الصمت الذي تنتعش بفضله الظاهرة، حيث يمتنع الاطفال عن البوح بما يتعرضون له، كما تمتنع الكثير من الاسر عن سلوك المساطر القانونية خوفا مما يسمونه"فضيحة".
وهو ما يحيل على نقاش كنت قد فتحته بخصوص أهمية ادراج التربية الجنسية في المناهج الدراسية، هاجمني الكثير من السطحيين أصحاب تهمة "الدعوة الى الانحلال" لكني مقتنعة بأهمية الموضوع حفاظا على الصحة الجسدية والنفسية لأطفالنا.