رأي

فريد الزاهي: لم أعد أتابع البرامج الثقافية المغربية لأحمي فكري من ضحالة بعضها

منذ مدة لم أعد أتابع البرامج الثقافية المغربية، لا لأحمي فكري فقط من ضحالة بعضها، وإنما لأن ما يقال فيها أحيانا من التفاهة يندى له الجبين...

أرسل لي فاعل خير رابط برنامج الصديق عدنان ياسين من حلقة برنامج مشارف (الذي أكن له كامل الاحترام وكنت من أوائل من شاركوا فيه) التي كان ضيفها "الفنان" المراكشي حصرا المسمى قيد حياته بعبد الحي الملاخ....

تابعت الحلقة بفضول... لأن الفنان المعني غاب عن الساحة سنين طويلة، بل نسي الناس وجوده ليتكلف بنقابة أغلب المنخرطين فيها أبعد عن الفن والإبداع بُعد السماء عن الأرض... فقد كان مؤسس تلك النقابة أحد "الفنانين" الأكثر ادعاء ومصلحية وأقلهم إبداعا... وأكثرهم جعجعة بلا طحين... 

صاحبنا الملاخ تحدث عن تجربته كما لو كان بيكاسو المغرب... وعن خمسينية تجربته... وعن نفسه وطفولته التي لا يمكن إلا أن تنتج فنانا من عيار فريد بلكاهية... وعلى ذكر هذا الأخير... صاحبنا الكلاخ (عفوا على زلة اللسان) كان يسرق منه يده وعلاماته ويزوقها بتلاوين بهجوية ساطعة...

المهم...

صاحبنا الذي يتحدث كبيكاسو عن الكونية صار منسي الفن المغربي لأنه "مات ليه الحوت ف الماء" من زمان.

صار هذا الرجل الوديع بعد مروره من النقابة المفترية كرئيس لها، يتحدث بثقة نفس غير معهودة فيه عن النقد... وعن الكونية وفنه الذي لم يتجاوز أسوار مراكش... ويتحدث عن مؤسسة تخلد فنه... وتهتم بالتشجير (وهذا أولى بها من الفن)...

ثم الغريب أنه بدأ يطلق لسانه ليقول إنه لا يعتدّ بما كتبه إدمون عمران المالح ولا فريد الزاهي لأنهما أديبان لا يعرفان الفن... وكأن صاحبنا له باع طويل في تاريخ الفن والنقد الفني...ولأنه لا يعلم أن تكويني كما تكوين عمران المالح تكوين فلسفي وجمالي... ونحن أدرى بالفن من الكثيرين ممن يعتد بهم صاحبنا...

ثم وصل بصاحبنا تبجُّحه الفارغ ليدعي أن الكاتب الراحل محمد خير الدين قد رغب في الكتابة عنه، وأن صاحبنا الشهير المبدع قد رفض ذلك إلا إذا أذعن الكاتب وقعد معه أسبوعا كاملا في مرسمه كي يدرك عمق إبداعه العلمي الغامض... واوووو... من دون تعليق...

والحقيقة أن صاحبنا لم يكتب عنه اسم من الأسماء المعروفة، وليس له كاتالوغ جدير بهذا الاسم واسمه نسي تماما منذ فترة طويلة، علاوة على أنه ما كان يُذكر أبدا مع أسماء من قبيل الشرقاوي وبلكاهية وغيرهما إلا ليذكر نقله للكثير من رموز بلكاهية ومن ضمنها اليد....

من ناحية أخرى أذكر للتاريخ أني حين كنت متعاونا أسبوعيا مع أسبوةعية La Vie Economique كتبت عن معرض له في 1998 أو 1999 مقالا لم يقنعني ولم أعد نشره في أي كتاب من كتبي اللاحقة. وبعد سنوات طويلة جاءني هاتف من هذا الفنان يطلب مني أن يعيد نشره بمناسبة معرض له بباب الرواح (فهو من أتباع وزارة الثقافة). كنت واضحا ونزيها معه ومع نفسي، فرفضت بذريعة أنه مقال قديم و... و.... حتى لا أقول له صراحة إنه كبوة من كبواتي الصحفية...

طبعا لم يرق الأمر لصاحبنا... وربما كان هذا الأمر وراء ما قاله عني وعن إدمون صديقي...

  وبعد... سنرى أي منا نحن الاثنين سيصمد أما غربال التاريخ، كلام قدحي لا أساس له أم عمل جاد موثق يتجاوز صداه المغرب ليعم العالم العربي حتى لا أدعي لنفسي ولصديقي المرحوم عمران المالح العالمية والكونية...

وكما يقال: إذا لم تستح فقل ما شئت، لكن ما دمت قلته علنا فقد كان لي حق الردّ والتوضيح... ولتتأكدوا انظروا اللوحة المرفقة لصاحبنا (2008)...