قضايا

إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون

إدريس شكري

عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ t قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: " (...)ومَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ ويَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا".

و الأكيد أن أحمد الزفزافي  قد هداه كذبه إلى الفجور، ولم يعد يهمه الصدق بقدر ما أصبح شغله الشاغل هو تسوّل الأموال باسم ابنه، بعد أن وسوست له تلك "الشياطين" المعلومة، التي دأبت عن الاختباء، تارة في جبة حقوق الإنسان، وتارة في معطف حرية التعبير.

ولا غرابة أن يفتري أحمد الزفزافي، في كل مرة، غير أنه على رأي المثل: " ليس في كل مرة تسلم الجرة".

و لقد اختار الزفزافي، هذه المرة، أن يكذب على الأحياء، رغم أن الكذب يكون، عادة، على الأموات، فأبت البرلمانية الهولندية كاتي بيري، إلا أن تضعه أمام المرآة، ليتفرس في ملامح وجهه، بعد أن طلع عليه النهار.

و لا أظن أن هذه الواقعة ستحمل هذا الكائن عن التراجع عن غيه، لأنه ليس سيد قرار نفسه، بل أصبح مجرد كركوز تحركه الأيادي المعلومة، والأجندة المرسومة، مسبقا، وما عليه إلا انصياع للمزيد من الكذب، حتى ولو لم يعد يصدقه فردا، وفي هذه الحالة سيكذب الكذبة و يصدقها بنفسه.

وقد سئل الرسول ( ص): "هل يكذب المؤمن؟ قال: لا، فاتبعه بالقول: "إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون").

و بهذا الافتراء، تقطع " القضية"، التي يزعم  الدفاع عنها، آخر ما تبقى لها من خيوط، هى أوهى من بيت العنكبوت، ويقف عاريا أمام رؤوس الأشهاد.

و لا شك أن تدوينة البرلمانية الهولندية، أصابته في مقتل، و أزالت عنه ورقة التوت التي كان يستر بهذا عورته، و ستدفع الذين كلفوه بهذه المهمة القذرة، إلى الاختفاء في جحورهم كالفئران.