فن وإعلام

المرحوم بلحسين بين الاهمال والرثاء

كفى بريس

بعد معاناة شديدة ومريرة مع المرض والإهمال، أسلم الزميل نور الدين بلحسين الروح إلى بارئها، مساء الثلاثاء، معلنا نهاية مسار طويل من المهنية الحقة والعطاء المتميز في مجال التصوير الصحفي الذي كان أحد رواده.
الزميل الذي فارقنا وفي قلبه غصة النكران، كان من قيدومي المصورين الصحافيين، الذين بصموا على مرحلة هامة من تاريخ المهنة في مجال التوثيق والمتابعة والمواكبة المهنية، والتي أهلته لأن ينال الجائزة الوطنية الكبرى للصحافة في اكثر من مناسبة.
ولا ينفع الرثاء في مصاب جلل، من جهة الفقدان أولا، ومن جهة فضاعة الإهمال الذي لاقاه وهو طريح الفراش يعاني الامرين من اجل التشبث بالحياة، في تجاهل كامل لما قدمه من غالي و نفيس..
طوال مدة من الزمن وهو يتقلب وحيدا متألما على فراشه، يبحث عن بارقة امل، أو عن يد تمتد له في ظلام المعاناة لتتفقد احواله الصحية والنفسية وحالته مع التردي المعيشي الذي انتقل به إلى حضيض الترقب فقط.
صيحات اطلقت قبل مدة، وبالضبط إحداها في 25 من ديسمبر 2019، وحملت عنوانا عريضا ودالا  "حياة مصور صحفي في خطر ودعوات لإنقاذه".
لكن تلك الصيحة كانت في واد، ولم يتحرك ساكن إلا بعد فوات الأوان برحيله المؤلم، ساعتها كتبت التعزية على عجل، وبقيت لحظات إنتظاره للمساندة والدعم مجرد سراب مر في صحراء اخر حياته.
المرحوم لحسين، مصور جريدة "رسالة الامة"، لسان حزب الإتحاد الدستوري، عاش معاناة حقيقية داخل إحدى المستشفيات بمدينة الدار البيضاء، حيث رقد لمدة أسابيع طويلة، بعد إصابته بمرض السكري..
في تلك اللحظة تعالت صيحات الاستغراب و الإندهاش من عدم تدخل مؤسسته والحزب الذي يصدرها، لوضع حد لمعاناته وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من حياة أفنت زهرتها في العطاء دون كلل أو ملل.
توالت الدعوات والطلبات والمقالات في محاولة لحشد الدعم لهذا الزميل المريض، الذي كان رحمه الله مثالا للإنسان الطيب المتخلق، ومثالا للمهني المتميز في عمله.
استجاب بعض الزملاء ساعتها، وكان القليل من كثير يلزمه، وبقي أثر النكران جاثما على صدره إلى أن أسلم الروح، تاركا خلفه خبرة وتجربة مهنية عالية..
رحم الله الزميل نور الدين بلحسين، وأحسن مثواه وألهم ذويه الصبر والسلوان. وإنا لله وإنا إليه راجعون.