على باب الله

ما كاين باس ما كاين اثمارة

المصطفى كنيت

ليس لدى المنسق الوطني للحزب المغربي الحر، محمد زيان، ما يُقدمه، و لا غرابة أن يقيم كل هذه "الجعجعة"، وكما في المثل العربي: " إني أسمع جعجعة ولا أرى طحينا"، غير أن بعض "المنابر"، التي ابتلينا بها، يحلو لها نقل الضجيج، بالصوت والصورة... وأحيانا قليلة، في جمل ركيكة.

لقد كان من الممكن أن يكتفي زيان برفض التجاوب مع دعوة اللجنة المكلفة بإعداد النموذج التنموي الجديد،  و "مريضنا مع عندو باس"، لكنه اختار  أسلوب " وصف الحديقة"، التي لا تنمو في تربتها إلا الأعشاب الضارة، و بالتالي ليس لديه ما يجنيه من الورد ليرتبه في باقة ويحمله هدية لأعضاء اللجنة.

ولا غرابة بعد ذلك أن يختار محمد زيان أن يقيم مناحة لن تكلفه أكثر من علبة من الورق الناعم ليسمح بها دموعه، بعد اليأس الذي بلغه في أرذل العمر، و أن يوزع المناديل على الذين اعتادوا أن يحيطوا به في كل مناسبة، مكفكفين دموعهم ليوهموا الرأي العام أن الأمر يتعلق فعلا بـ " مؤامرة على الديمقراطية".

الواقع أن زيان لا يمتلك برنامجا انتخابيا يستطيع أن يقنع به الكتلة الناخبة التي تحدث عنها في ندوته الصحفية المعلومة، فالأحرى أن يبلور مذكرة حول نموذج تنموي جديد.

لا أحد ضد أن يتخذ زيان موقفا من اللجنة، أو أن يرفض السياقة في  "طريق زعير" ليصل إلى مقر أكاديمية المملكة، لكن لا بأس من التحلي بالقليل من "الرزانة" في التعامل مع قضايا الأمة، ومن الاحترام في تصريف المواقف للرأي العام.

وكما يقول المغاربة: " حس الناس عند الناس"، و لا داعي للدخول في كل تلك التفاصيل التي تبقى "طريق زعير" شاهدة عليها أو الأحرى تلك النخلة، التي كتب عنها الزميل الصحفي، محمد لشهب، شفاه الله، في مجلة "الليبرالي" لصاحبتها الراحلة نادية برادلي، بالبنط العريض: " المعارضة: ونخلة طريق زعير".

ولا شك أن السيد زيان، المحامي، وليس الممثل، يعرف، جيدا، تلك النخلة .

قد يقول قائلا: " ما كاين باس"، فزيان نعرفه، و لكن، في هذه الحالة بالضبط، علينا أن نتمم المثل، ونقول أيضا: " ما كاين اثمارة".