قضايا

الملك يدافع عنه ميثاق البيعة و تصونه محبة الشعب..

عبد العزيز المنيعي

سليمان الريسوني، الذي هو في الأصل "نقابي جليل" وداعية "ذليل" وبوق عليل لكل الاصوات التي لم تجد مأتما مناسبا للعويل. هاجم الصحافة الوطنية، وليس القصد هنا الانتماء ببطاقة التعريف الوطنية وجواز السفر والسكن والمأكل والمشرب والملبس والهواء... نقصد بالصحافة الوطنية التي تفدي الوطن بكل غال وثمين حتى ولو كانت نسبة النقرات التي تدخل السرور على القلوب المريضة والتي تسترخص كل شيء في سبيل ذلك حتى التهجم على الوطن.
نقول إن هذا "الصحافي"، هاجم الصحافة الوطنية ووصفها بصحافة السلطة، واسهب في النعوت التحقيرية والنماذج والأمثلة التي تفتقت بها ذاكرته القصيرة جدا، والتي لم تتجاوز عتبة بنكيران، مع الإحالة على أسماء اخرى من قبيل الاستئناس ليس إلا، مثل اليوسفي والبصري.
وكعادة "الكرابة" الذين يسبقون كبار التجار إلى السوق، افتتح مقالته بتساؤل نسبه كذبا، إلى زميل له وهذا الاخير نقله فقط عن "أحد رجالات الدولة المحسوبين على الدائرة المقربة من الملك"... حسب رواية الريسوني طبعا والتي لا تشبه رواية إبن هريرة ولا الطبراني في شيء، فقط التلاقي في "زغب" الذقن وزاد عنهما ب "زغب" الفكر أيضا.
الماكر تسائل بلسان "زميله" كما قال، "لماذا تتحرك صحافة السلطة بشراسة عندما يُنتقد الحموشي والمؤسسة الأمنية، ولا تفعل الشيء نفسه، وبالحماس ذاته، عندما يكون الملك هو المستهدف بالنقد؟".
اول الامر تصوروا معي مسؤولا كبيرا يقول هذا الكلام، كما لو أن الملك في حاجة إلى من يدافع عنه، الملك، يا هذا، تصونه محبة شعبه، وتدافع عنه بيعة قرون، وتحميه نبضات القلوب الطاهرة، وتحجبه عين المولى عز وجل إن كنت تؤمن بالله.
سنقابل هذا "الصحافي" و"الكاتب الكاذب"، بسؤال معكوس، لماذا تشتعل النار في أقلام "الإخوان" كلما هوجم احد الملتحين الذين إذا أصابتهم مصيبة لا يقولون إنا لله وإن إليه راجعون، بل يسخّرون الرقمي والورقي ومواقع التواصل الإجتماعي وكل شيء حتى يوتوب من اجل افتراس المهاجم، الذي "تجرأ" على وقار اللحية المخضبة بعسل القبلات في الصباحات الباكرة، أو الحجاب المزركش بهمسات "الفتنة" الجنسية، أو خلافها من صنوف "الوقار" الذي أبانت عنه عشيرة "المؤمنين" باليوم الحاضر أما اليوم الاخر فعلمه عند الله.
صحافة السلطة، شرف لها أن تدافع عن السلطة عوض أن تدافع عن المتسلطين من أصحاب الأهداف المشبوهة... شرف لها أن تدافع عن الوطن بدل أن تدافع عن المتواطئين مع شيطان المصالح من اجل حفنة مكاسب لا تساوي حتى حبة من تراب أي بقعة في المغرب.
السؤال الذي يجب أن نطرحه على "الصحافي" المعلوم، ولن نقول على لسان فلان نقلا عن علان، نقول اننا نحن من نطرح السؤال، ونحن من ننتظر الإجابة..
متى تنتهي من عبادة أصنام البشر وتمر إلى عبادة الله وتقديس الوطن؟
متى تعلم أن طريق السياسة ينتهي مع اول ورقة توضع في الصندوق، وطريق المنافع ينقطع فور انقطاع النفس، لكن طريق الوطن ممتد إلى أخر الوجود حيث لن يكون لك ولأمثالك وجود..