فن وإعلام

أزمة تلوح في الأفق... نقابة فنية تصف تصريحات عبيابة ب "غياب رؤية سياسية شاملة"

كفى بريس

ردت النقابة المغربية لمهنيي الفنون الدرامية، على تصريحات منسوبة لوزير الثقافة والشباب والرياضة، والتي تناقلتها منابر إعلامية بخصوص جدوة المنتوج المسرحي الذي تقدم الفرق المسرحية المغربية.
النقابة في بلاغ لها، عبرت عن رفضها الشديد لهذه التصريحات التي أدلى بها خلال جلسة مناقشة مشروع قانون إعادة تنظيم المسرح الوطني محمد الخامس بمجلس النواب.
وكانت منابر إعلامية، قد نقلت عن عبيابة قوله إن فرقا مسرحية تستفيد من الدعم دون أن تبيع تذكرة واحدة وأن هناك عروضا مسرحية عرضت أمام كراسي شبه فارغة.
وقالت النقابة إن هذه التصريحات "تنحو نحو عرض اختزالي وغير دقيق لواقع مهني مركب، ينتهي إلى تحميل المبدعين المسرحيين مسؤولية خلل عام في تدبير السوق الثقافية وترويج المنتجات الفنية الحية، لا يمكن بأي حال من الأحوال تحميل تبعاته للمبدعين الذين يسهرون على إنتاج أعمال فنية ذات تنافسية دولية مشهودة، لكن المناخ العام لتسويقها محليا يعاني من هشاشة في قدرة بنيات الاستقبال على التموقع كفضاءات حقيقية للوساطة والتسويق، بالنظر إلى وضعيتها القانونية الباهتة".
ووصفت النقابة تصريحات عبيابة بكونها "تنم عن غياب رؤية سياسية شاملة متفاوض بشأنها لن تكون إلا تعمية وإجهازا على ما تحقق من منجزات وإهدارا غير مسؤول لأزيد من عشرين سنة من الجهود المشتركة للتقدم بالمشهد المسرحي والثقافي الوطني."
وأضافت النقابة أن تلك التصريحات تترجم النقص الكبير في إدراك تعقيدات الدينامية الثقافية، وما تتطلبه من تدخلات لا تفرط أبدا في الأسس والمبادئ المتعلقة بكون الدعم الثقافي منبثق من التكاليف الدستورية المنوطة بالدولة وفق منطوق الفصول 5 و25 و26 و31 و33 من الدستور، فضلا عن التزامات المملكة ضمن المواثيق والعهود الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان في أجيالها الثلاثة، والحرص الملكي على جعل الثقافة ضمن المداخل الأساسية للتنمية. وليس لوزارة الثقافة أن تسن أو تخطط إجراءات تحد من إعمال هذه الأسس.
وشددت النقابة في بلاغها، على ان دور الدولة الثقافي يتأسس على تمكين المواطنين من الولوج إلى الخدمات الثقافية، كآلية لتعميم الارتقاء بالعنصر البشري انطلاقا من مبدأ الحق في التنمية عبر الثقافة، كما تتبناه أجندة أهداف 2030 للتنمية المستدامة.
وختمت النقابة المغربية لمهنيي الفنون الدرامية بلاغها، بالدعوة إلى التفكير في سياسات خاصة بهذا الغرض، بآليات ملائمة لأهدافها؛ معتبرة أنه من غير المجدي الاعتقاد أن الدعم الثقافي الهزيل وبنفس الالية، كفيل بصنع سياسات ثقافية وبناء نموذج اقتصادي لها.