مجتمع وحوداث

عن سراح أيوب مرة اخرى... القاعدة هي تطبيق القانون والاستثناء هو الرأفة

كفى بريس

أصيبت الكثير من الأصوات التي تعالت أثناء محاكمة واعتقال التلميذ أيوب محفوظ، بالخرس التام والنهائي إلا بعضها أراد أن يجد ثقب إبرة يمرر منه ما تبقى خبث في هذه الواقعة القانونية المحضة.
بعض هذه الأصوات قالت، إن القاعدة أصبحت هي الاعتقال والاستثناء هو الحرية، لكن الحقيقة أن القاعدة هي العقاب بناء على فعل يتوجب ذلك، والاستثناء هو السراح.
طبعا جميعنا سعدنا بتمتيع التلميذ أيوب بالسراح، ليستطيع إكمال دراسته... وسعدنا لأن القانون نظر من حال مستقبل هذا الفتى الذي اذنب في حق نفسه وحق أسرته، قبل أن يذنب في حق الوطن.
 لكن علينا أن نعي جيدا أن الاستثناء لا يبني قاعدة، وأن الذنب يقابله العقاب كيفما كان المذنب، إلا إن كان مجنونا رفع عنه القلم فمكانه في المستشفى وليس السجن. اما خلاف ذلك فعلينا قبل أن ننتقد تطبيق القانون، ان نتحمل مسؤولية ما يقدم عليه الأبناء الذين نجهل فيما يفكرون وكيف يفكرون، ونحن نعيش معهم تحت سقف واحد. علينا ان نتحمل مسؤوليتنا كآباء وأمهات وأهل وأصدقاء واطر تربوية في توجيه التلاميذ إلى ما ينفع وما يضر، وليس البقاء مكتوفي الأيدي نتأمل تدرج الاطفال إلى مراهقين ثم شباب دون أن نحرك الساكن في توجيه نبضات قلوبهم وما يروج في رؤوسهم..
المسؤولية قائمة، قبل الوصول إلى ما لا تحمد عقباه، وهو في مثل حالة أيوب السجن، المسؤولية ليست الاكل والشرب والملبس وتوفير الهاتف النقال، المسؤولية أن نعلمه كيف يتعامل مع كل هذه النعم التكنولوجية حتى لا تتحول إلى نقم وسواد يطبق على الأفق الواعد بسبب جنوح وانفلات من عقال المنطق والتربية والحسنة..