سياسة واقتصاد

التوفيق يمثل الملك بدكار خلال الدورة 40 للزيارة السنوية للطريقة التيجانية

كفى بريس: (وم ع)

احتفلت الطريقة التيجانية العمرية بالسينغال الأحد 26 يناير، بدكار بالدورة الأربعين للزيارة السنوية، التجمع الديني الكبير الذي يستقطب الآلاف من المريدين، والذي ينظم تحت الرعاية السامية لأمير المؤمنين الملك محمد السادس.
وتميز هذا الحفل الديني بحضور وفد مغربي كبير، ترأسه وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق، وقد ظل المغرب حريصا على أن يكون الوفد الذي يمثل المملكة في هذه التظاهرة الدينية الكبيرة في مستوى هذا الحدث الذي يكتسي دلالة مهمة ومناسبة للتلاقي وتشجيع قيم الإسلام السمحة في مقدمتها المعرفة والعمل والتسامح والسلم.
ويخصص هذا الحدث، الذي يعد أحد أهم التجمعات الدينية للطريقة التيجانية بدكار، للاحتفاء بذكرى خليفة الطائفة التيجانية العمرية تييرنو سيدو نورو تال، سليل عائلة أنجبت علماء كبارا كرسوا حياتهم لنشر القيم الأصيلة للإسلام.
وتميز الحفل، بحضور تييرنو محمدو بشير تال، الخليفة العام للأسرة التيجانية العمرية، ووفد حكومي سينغالي رفيع وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد بدكار وأعيان ورؤساء الطوائف الدينية وممثلي الطريقة التيجانية العمرية بعدد من البلدان الإفريقية.
وفي كلمة بالمناسبة، أكد  أحمد التوفيق، الذي مثل الملك في هذا الحفل، أن الأسرة العمرية دأبت كل سنة على تخليد ذكرى خلفاء الزاوية التيجانية العمرية ، مبرزا أن أحفاد هذه الطريقة يحملون مشعل ترسيخ الشريعة الحقة بفضل التربية الصوفية التي تنهل من نصوص القرآن الكريم.
وأوضح أن الأمر يتعلق ب "ولاء ثابت لتقاليد مثوارتة أبا عن جد ، ما أحوج البشرية إليها خصوصا في ظل هذه الظروف"، كما عبر  عن امتنانه للطريقة العمرية التي حرصت على دعوة مختلف الزوايا لحضور هذه التظاهرة الدينية، وهو ما ينم عن "إرادة حقيقية في التعاون بين مختلف هذه الزوايا يدا في يد من أجل إبراز الصورة الحقيقة للإسلام".
وذكر في هذا الصدد بأن مختلف الزوايا تتقاسم نفس الأهداف وتتشابه من حيث المدارس رغم اختلاف طرق وسياقات إحداثها وأماكن استقرارها.
من جهته، حرص محمد صالح با، الذي تحدث باسم أئمة معهد محمد السادس لتكوين الأئمة والمرشدين والمرشدات، على التعبير عن شكره وامتنانه للمؤطرين داخل المعهد لما بذلوه من جهود مع الطلبة. يذكر أن المغرب يخصص سنويا 140 منحة لفائدة الأئمة من مختلف الزوايا الدينية بالسينغال من بينها 30 منحة للمنتمين إلى الطريقة العمرية.
من جانبه عبر وزير الداخلية السينغالي علي نغوي ندياي عن شكره للمغرب لما يبذله من جهد في سبيل تكوين الأئمة السينغاليين، مبرزا أن الزوايا الدينية هي بمثابة حصن حصين ضد التطرف والتعصب.
وتعد الطريقة العمرية إحدى أكبر الزوايا بالسنغال، ومهد الإسلام الصوفي المتعدد المشارب والروابط المشتركة مع المدارس الصوفية بالمغرب، التي تميزت بإشعاعها بمجموع القارة على مدى قرون.
وتتوفر أسرة التيجانيين على العديد من المريدين في مالي والنيجر وبوركينا فاصو وموريتانيا وغينيا وغامبيا.