قضايا

مجلس خارج "الجيل الأخضر" وغابة بين يدي الحكومة

المصطفى كنيت

"لي تيحسب بوحدو تيشيط ليه"، و تستشيط للمجلس البلدي للرماني آلاف بطائق التعريف الوطنية المرفوقة بطلبات الاستفادة من قطعة أرضية، قد يضطر إلى إحراقها خلسة، بعد أن ينتقي، بعناية، أسماء المستفذين من التجزئة، التي ستنبث مكان أشجار " البيرول".، إذا ما قُدّر لها أن ترى النور، وكيف يُبصر النور مشروع أعمى؟.
لقد وضع المجلس البلدي نفسه في ورطة حقيقية، بعد أن جعل أعضاءه من البقع طُعما لاصطياد الناخبين، على أساس " الأصوات مقابل البقع" في انتخابات 2021، و النتيجة أن عدد الطلبات تجاوز ال 2000 ".
إنه سباق محموم من أجل الظفر بحوالي 256 بقعة، سيكون فيه " الطايح أكثر من النايض".
ولن يكون بمقدور الشجرة أن تخفي الغابة، لأن للغابة رب يحميها، أما الناخبون فسيفرون بجلدهم بمجرد ما يدركون أنهم كانوا ضحية خدعة، و ستتقوض أحلامهم في نيل نصيبهم من "الغنيمة"، التي يريد المجلس توزيعها قبل الانتخابات، تحت غطاء إعادة إيواء سكان دور الصفيح، في مدينة بلا صفيح أصلا.
إنها لعبة " الطماع و الكذاب"، و " لحية الكذاب طويلة"،  و الذين ألفوا الكذب يجدون دائما من يصدقهم.
و  سيكون من المفرح جدا أن تخيب آمال الذي تأمروا بالصمت على الغابة، ضاربين عرض الحائط بكل المبادئ التي يدعونها، و متبعين هوى أنفسهم ( والنفس أمارة بالسوء)، مجتهدين في إخفاء حقيقتهم التي يلخصها المثل: " بالنهار مولانا مولانا و في الليل بطاطا بطاطا"، بعد أن احترقت الكاميله، و سيمتد اللهيب إلى لحاهم لا محالة.
قضية غابة "البيرول" لم تعد قضية أشخاص، بل غذت قضية رأي العام، وقد عرّفت بالرماني أكثر مما عرّفت به "منجزات" المجلس، الذي شحذ شاقوره لقطع الأشجار، و هي اليوم، قضية أصبحت، بين يدي وزير الطاقة و المعادن و التنمية المستدامة، عزيز رباح الذي توصل بشكاية، و سيتدخل انطلاقا من مسؤوليته الحكومبة، في انتظار أن يصبح الملف جاهزا لوضعه أمام المحكمة الإدارية، بعد أن تطوع محامون كبار للترافع على حق الأجيال في بيئة سليمة.
لقد عرت الغابة الكثير من الوجوه، و سيكون عليها أن تستحي لأنها ستجد نفسها مذمومة مدحورة خارج "الجيل الأخضر " الذي أعطى انطلاقته الملك محمد السادس قبل أيام فقط.